سيصدر عن دار الحكمة للطباعة والنشر الجزائرية ، هذا الأسبوع ، كتاب "صناعة الرسالة في الإعلام الديني" ، وهو آخر إصدارات الدكتور محمد بغداد، الذي تناول فيه الآليات التكنولوجية الحديثة ، المعتمدة في صناعة الرسالة الإعلامية، من ناحية تناول خلفياتها الفكرية وأبعادها التقنية وأساليبها الفنية وفضاءاتها الاتصالية ، بالإضافة إلى قدراتها الاستثمارية ، الممارسة في عالم صناعة الإعلام الحديث. وقال الدكتور محمد بغداد في تصريح ل"الجزائر الجديدة" أن " الكتاب جاء في 240 صفحة وثمانية فصول وهو عبارة عن دراسة أكاديمية ، قدم فيها العديد من الاقتراحات والحلول للمعضلات التي تواجه مستقبل الإعلام الديني". وعن مضمون الكتاب ، أوضح أنه "تناول في فصله الأول علاقة الفقه الإسلامي بالإعلام الحديث ، وتضمن القضايا الفكرية والجذور المعرفية ، لمكانة كلمة الإعلام في التراث الإسلامي، فيما جاء الفصل الثاني مخصصا لمفهوم العملية الإعلامية ". وقد اعتبر في هذا الشأن أن "العملية الإعلامية بمفهومها الحقيقي، تتجاوز حدود الممارسة اليومية للنشاط الإعلامي، وأن هناك إطارا أوسع ومجال أرحب لإدراك الظاهرة الإعلامية" . وأما الفصل الثالث ، قال إنه خصص "لدراسة الرسالة الإعلامية الحديثة، مستعرضا التحولات المفاهيمة والمعرفية لمختلف المدارس الإعلامية العالمية، وفي الفصل الرابع عدد فنون الرسالة الإعلامية مستعينا بالتقنيات التكنولوجية الحديثة، التي أصبحت الشرط الحاسم في الممارسة الإعلامية. فيما تناول الفصلين الخامس والسادس الرسالة الإعلامية الإخبارية ودور الرسالة الإعلامية الحوارية".وأفاد بأنه "عرج على العديد من النماذج من البرامج الحوارية إلى البرامج الدرامية والترفيهية، وغيرها من النماذج التي تندرج في تلبية الحاجات المتزايدة للمستهلكين خارج الأنماط الخدمات الإخبارية". فيما يتطرق الفصل السابع حسب المؤلف إلى "صناعة الرسالة الإعلامية" وذكر أنه استعرض في هذا الجانب "الاتجاهات الحديثة التي تتحكم في الاستثمارات الإعلامية الكونية، والتي تجاوزت حدود الأرقام الخيالية، والتي ترد أرباح أكثر خيالية من رؤوس الأموال المستثمرة" ، واستعرض في الفصل الأخير "أدوات الرسالة الإعلامية، من خلال تحليل التقنيات الحديثة، في تسويق الرسالة". و اعتبر المؤلف أن "الحديث المتزايد عن الإعلام الديني في السنوات الأخيرة، يجعل من ضرورة الانتباه إلى تلك التحولات العميقة التي عرفتها الممارسة الإعلامية الدينية ، التي حققت درجات متقدمة من المستويات الانجازية ، سواء ما تعلق بالوسائل الإعلامية أو الوسائط التواصلية، قد تمكنت من فرض حضور مكثف ومهيمن للقضايا الدينية في الحقل الإعلامي، وفرض أنماطا مغايرة عن تلك المتداولة والتقليدية، خاصة بعد الميل القوى والاعتماد الشديد على الرهانات الإعلامية، وخوض الكثير من المغامرات والمشاريع الصحفية، الكبرى، والتي أصبحت تأثيراتها قوية ومتحكمة في السلوكات العامة، للكثير من الفئات الاجتماعية".