*- لكي تصبح مصورا لابد لك من التكوين ووحدها التجربة تجعلك فنانا قدم الفنان نذير جاما كتابه الجميل الجديد "صور الجزائر"، الصادر عن "منشورات نذير جاما"، بمكتبة شايب دزاير التابعة للمؤسسة الوطنية للنشر والاشهار"لاناب"، في اللقاء الأخير، وهذا نظير دعوة قدمت له من طرف هذا الفضاء الثقافي الجواري. وقد جرى اللقاء أمام رواد النادي الأدبي وأوفياء المكتبة الأنيقة التي تتوسط الأدبي، وقد استمتع الجميع بما جادت به كاميرا جاما المتنقلة واللقطات الصورية المجمدة التي صنعت الفرجة. نذير جامة من مواليد بجاية الناصرية فيزيائي جامعي ومصور محترف كاتب وناشر من بين ما نشر "صور الجزائر". اللقاء كان دعوة لجمهور المكتبة الوفي للسفر وزيارة الجزائر بكاملها من خلال نظرة وعدسة فنان، نظرة ثنائية، صورة الآلة المصورة والثانية ذاتية من خلال دقة لمسة المصور نذير جاما. يقول صخري منشط اللقاء ان نذير جاما من خلال "صور الجزائر" يدعو الجميع الى جولة سياحية ثقافية عبر الجزائر. كانت الرحلة من الجنوب وتحديدا من "أهرير" التي تتواجد بعض كيلومترات عن جانت. مناظر طبيعية ساحرة من الجنوب الكبير التقطتها عدسة المصور الملهم، يروي جاما أن الملك البلجيكي وهو يزور الصحراء لم يستطع مغادرتها بعد نهاية الرحلة والعودة الى وطنه لسحر المنطقة. يقول جاما أنه كان يستيقظ مبكرا في الرابعة صباحا من اجل التقاط صورة بعينها، وكانت الحاجة إلى الهروب هي الدافع للسفر عبر أرجاء الوطن الفسيح وهو ما أنتج هذه الآلاف من الصور التي في حوزته. كانت اول صورة أخذها جاما وهي في هذا الكتاب الجميل تعود إلى سنة 1977 والكثير من هذه اللقطات جهلته يتفاعل معها ويهتز لؤيتها. لا تزال صحراءنا الشاسعة تستقطب سياحا من الخارج، فقد إلتقى جاما سويسريين وألمانا والعديد من الجنسيات الأوروبية، وفي كل صورة رآها لقاءات رائعة مع الكائنات ومع الطبيعة. العديد من الصور التي عرضت على الشاشة بالمكتبة جعلت الجمهور ينبهر بها، بجمال الطبيعة وبالهندسة المعمارية المحلية لهذه السكنات، وخصوصا طريقة المصور في التقاط الصور، كما تخلل العرض شهادات لمن زاروا الصحراء ومدنا بعينها، وقد تواصلت الرحلة من الصحراء لتعبر مدنا أخرى قالمة، عنابة ميلة، قسنطينة وغيرها، ويقول جاما أن شاطئ "سفي" في جيجل من أجمل الشواطئ في العالم أجمع، ويرى أن أطول منارة طبيعية في العالم هي في بجاية بكاب كابرون. تم التعريج خلال الرحلة الصورية على الجوهرة تلمسان ثم تيبازة وذكر ب"أعراس تيبازة" لألبير كامو. صاحب التقيد الصوري بعض التدخلات التاريخية التي قدمها فؤاد وفي أحد الأوفياء للفضاء الثقافي. وانتهت الرحلة بالجزائر العاصمة بذكر مساجدها العتيقة، مسجد كتشاوة، وحدائقها كحديقة التجارب بالحامة، ومعمار القصبة، ومقام الشهيد والبريد المركزي، وتم التعريج على فن الطبخ. يقول نذير جاما أنه لتصبح مصورا لابد لك من التكوين في في التصوير، لكن مع التجربة تصبح فنانا. للإشارة فإن مكتبة شايب دزاير التابعة للمؤسسة الوطنية للإتصال النشر والإشهار، تدعو الجمهور لحضور لقاء تحت عنوان "تاريخ المتاحف بالجزائربوسعادة وباردومن تنشيط السيدة بركاهم فرحاتي، وهذا يوم الثلاثاء 16 ماي، إبتداءا من الساعة الثالثة زوالا بالمكتبة المتواجدة شارع باستور، الجزائر العاصمة.