وقعت عقدا مع ناتورال فينوزا الإسبانية لمدة 12 سنة أعلنت الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك, عن توقيع عقد غاز مع مجمع اسباني, وحمل العقد مؤشرات توحي بتغيير في السياسية التي تتبعها الجزائر في بيع الغاز, وتتعلق بتقليص مدة عقود الغاز الطويلة الأجل التي كانت تتبعها في وقت سابق. قامت الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك، الخميس الماضي، بتوقيع اتفاقيات مع مجمع "غاز ناتورال فينوزا" تخص تجديد عقود بيع وشراء الغاز الطبيعي باتجاه إسبانيا وستمتد إلى غاية 2030, ويدوم هذا العقد 12 سنة بعد أن كانت العقود في السابق تدوم أكثر من عشرين سنة. وجاء في بيان للشركة " إن هذه الاتفاقيات سمحت لسوناطراك بتعزيز مكانتها كأول ممون بالغاز الطبيعي للسوق الإسباني وتعزيز علاقة تعاونها مع شريكها التاريخي " غاز ناتورال فينوزا ", تضيف المؤسسة في بيان لها. و قال الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، عبد المومن ولد قدور، إن هذه الاتفاقيات تمثل خطوة هامة في التموقع المستقبلي لسوناطراك في سوق الغاز الدولية في إطار استراتيجيتها 2030، و يؤكد نوعية العلاقة الطويلة المدى بين المؤسستين" يضيف بيان سوناطراك. يذكر أن العلاقات التجارية بين سوناطراك و "غاز ناتورال فينوزا" بدأت عن طريق التموين بالغاز المميع في بداية السبعينات، و من ثم تطورت بإنجاز أنابيب الغاز "بيدرو دوران فاريل" و "ميدغاز", كما تعتبر سوناطراك رابع أكبر مساهم في شركة "غاز ناتورال فينوزا ". وتعرضت الجزائر التي تفضل ابرام عقود طويلة الأمد إلى ضغوطات كبيرة مع البلدان التي تفضل شراء الغاز منها, وأزعج كثيرا شرط الجزائر بعض الشركات النفطية الأوروبية التي تفضل عقودا قصيرة الأمد، خاصة أن السوق تشهد تقلبات مستمرة في الأسعار. وكان الخبير الاقتصادي فرحات آيت علي, قد قال في حوار ل " الجزائر الجديدة " منذ أيام, إن الجزائر ليست في موقع قوة حتى تفرض شروطها على الأوروبيين حتى تبيعهم الغاز الجزائري بالنظر إلى المستجدات التي طرأت على السوق الغازية, فالشركاء لهم الخيار في التموين بأسعار تنافسية على السوق الدولية دون اللجوء الى الغاز الجزائري, وما عليها الآن سوى ان تفرض نفسها وهي فاعل متوسط في اوروبا و صغير في السوق الدولية، ب 45 مليار متر مكعب منها 22 لأروبا, فالجزائر لا تمثل شيئا أمام روسيا وايران و امريكا وايران وقطر، و السوق تقلصت بفعل الطاقات المتجددة, فسوق الغاز متشبعة اليوم بالمنتوج أكثر من البترول, والشركاء لهم الخيار في التموين بأسعار تنافسية على السوق الدولية دون اللجوء الى الغاز الجزائري، فهم لا يرغبون لا في الارتباط بعقود مع ممون في سوق متشبعة ولا دفع اغلى من ثمن السوق الحالي، وبذلك سوناطراك ستقدم تنازلات جوهرية لضمان وجودها في السوق الأوروبية.