حيث يروي من خلال السرد والغناء قصة حب في زمن الحرب بنكهة فنية، بحضور المخرج وطاقم العمل. وقال مخرج العمل علي عيساوي، في ندوة صحفية بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، بأنه سيتم تصوير "البوغي" قريبا في سلسلة تلفزيونية تتضمن 7 حلقات ذات 30 دقيقة للواحدة، سيتم عرضه خلال شهر رمضان المقبل عبر التلفزيون الجزائري، مشيرا إلى العراقيل التي صادفته خلال إنجاز العمل الذي بقي لفترة طويلة دون تحقيق، ورغم ذلك أعرب عن افتخاره بالعمل الذي أداه الممثلون وكل الفريق التقني للفيلم الذي تمكنوا من تجاوز تلك الصعوبات، مشيرا في الوقت ذاته بأن عرض الفيلم للجمهور القسنطيني، بمثابة انتصار. مضيفا أن العمل الذي استغرق تصويره 105 أيام، بمثابة نقلة نوعية في مجال الإنتاج السينمائي، إذ تم اعتماد تقنيات جديدة عالية الجودة في إنجازه.ويروي الفيلم الذي أُنتج في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، على مدار 180 دقيقة، قصة شعبية تنتمي إلى نوع السرد، فترسم علاقة جرت بين نجمة بن حسين، امرأة من أشراف قسنطينة وزوجة لسيد من أبناء عائلة البايات، فتقع في حب جاب الله المغني الغريب، الذي لا يتأبط سوى مقطوعات الزجل، وأسرار البحر العنابي، يبعث لنجمة برسالة، يخبرها فيها بأنهم ينكرون عليه حبه ما لم تثبته بدليل من عندها، وتتوسط لنقل هذه الرسالة يهودية، تسلمها لطباخة بيت نجمة، ومربيتها، فتقرأ نجمة رسالة جاب الله، ثم تخفيها، وتعمد إلى قص خصلة من شعرها وتظفرها بحبات الجوهر، وتربطها بحزامها، وتسقطها له من شرفة بيتها الكائن في أعلى القصبة، يحصل جاب الله على دليل هذا الحب، ويفصح باسم صاحبتها، لتكون نهايته النفي خارج المدينة بدلا من أن يتعرض للموت، فتكون وجهته مدينة عنابة، لكن الأقدار تعيده إلى قسنطينة بطلب من نجمة ليغني في حفل أقيم لابنها، فأنشد يقول "نجمة يا نجمة ما بقالك الصواب في اللوم عليا، راني غديت لقادك في الشنايع والباطل"، فسمع زوج نجمة هذا الكلام وفهم مقصوده، فاقتيد جاب الله إلى دهليز البيت وطعن بالسكين، أما نجمة، وتصديقا للعرافة التي وقعت بين الفرح والمأتم، ألقت بنفسها مع ابنها الذي كانت تحمله من شرفة بيتها الداخلية.وقد منح المخرج علي عيساوي الدور الأول للشاب المغني الموهوب عباس ريغي الذي وقع بذلك أول تجربة له في عالم السينما وأدت دور البطلة الممثلة سارة لعلامة، كما أدى أدوار فيلم البوغي ممثلون آخرون معروفين على غرار بهية راشدي ونور الدين بشكري وعنتر هلال وجمال دكار وحسان بن زيراري وكذا صابرينة بوقرية. وقد حضر العرض جمهور غفير أغلبه من الشباب، وعشاق السينما وحتى هواة موسيقى المالوف الذين تنقلوا خصيصا لاكتشاف الاقتباس السينمائي لهذه القصيدة الشهيرة في موسيقى المالوف التي تحكي قصة هذا الشاعر الذي قدم من عنابة ساعد جاب الله الذي عبر عن حبه للحسناء نجمة بقسنطينة. وكان وزير الثقافة عز الدين ميهوبي قد كتب انطباعه عن فيلم "البوغي" قائلا "فيلم ‘البوغي' للمخرج علي عيساوي الذي تم تمويله في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015 حيث تناول موضوع حصار قسنطينة والقصة العاطفية المأثورة ‘نجمة' التي يرددها كثير من مطربي المألوف القسنطيني، ولعل من أسباب نجاح هذا الفيلم، رغم طول مدته، هو السيناريو الذي كتبه سعيد بولمرقة الذي راعى استخدام اللغة الشعبية المتسمة بالحكمة والأمثال الشائعة، إلى جانب ممثلين متميزين أمثال بن زراري وبشكري ودكار وحطابي وزرماني وبوبير وراشدي، وغيرهم. وتألق الممثلة الواعدة سارة لعمارة والمطرب عباس ريغي" وأضاف "فيلم البوغي، إضافة هامة للسينما الحزائرية التي تستثمر في التراث الوطني". يُشار إلى أن قصة "البوغي" الشعبية كانت موضع دراسة لنيل درجة شهادة الماجستير في الأدب بجامعة منتوري بقسنطينة، وكانت تحت عنوان "جدلية الحب والموت في قصة البوغي"، بإشراف الأستاذ الدكتور عبد الله حمادي في أكتوبر 2005. وفيلم "البوغي" يعتبر ثاني فيلم روائي مطول يتم تقديمه ضمن عروض دائرة السينما في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 بعد فيلم وسط الدار للمخرج سيد علي مازيف.وسيتم عرض فيلم "البوغي" طيلة الأسبوع الجاري بدار الثقافة مالك حداد.