احتضنت قاعة العروض الكبرى بقسنطينة العرض الشرفي لفيلم "البوغي" للمخرج علي عيساوي، وذلك بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي أثنى على العمل وطاقمه. يروي الفيلم الذي أُنتج في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، قصة شعبية تنتمي إلى نوع السرد، فترسم علاقة جرت بين نجمة بن حسين، امرأة من أشراف قسنطينة وزوجة لسيد من أبناء عائلة البايات، فتقع في حب جاب الله المغني الغريب، الذي لا يتأبط سوى مقطوعات الزجل، وأسرار البحر العنابي، يبعث لنجمة برسالة، يخبرها فيها بأنهم ينكرون عليه حبه ما لم تثبته بدليل من عندها، وتتوسط لنقل هذه الرسالة يهودية، تسلمها لطباخة بيت نجمة، ومربيتها، فتقرأ نجمة رسالة جاب الله، ثم تخفيها، وتعمد إلى قص خصلة من شعرها وتظفرها بحبات الجوهر، وتربطها بحزامها، وتسقطها له من شرفة بيتها الكائن في أعلى القصبة، يحصل جاب الله على دليل هذا الحب، ويفصح باسم صاحبتها، لتكون نهايته النفي خارج المدينة بدلا من أن يتعرض للموت، فتكون وجهته مدينة عنابة، لكن الأقدار تعيده إلى قسنطينة بطلب من نجمة ليغني في حفل أقيم لابنها، فأنشد يقول "نجمة يا نجمة ما بقالك الصواب في اللوم عليا، راني غديت لقادك في الشنايع والباطل"، فسمع زوج نجمة هذا الكلام وفهم مقصوده، فاقتيد جاب الله إلى دهليز البيت وطعن بالسكين، أما نجمة، وتصديقا للعرافة التي وقعت بين الفرح والمأتم، ألقت بنفسها مع ابنها الذي كانت تحمله من شرفة بيتها الداخلية. للعلم فإن قصة "البوغي" الشعبية كانت موضع دراسة لنيل درجة شهادة الماجستير في الأدب بجامعة منتوري بقسنطينة، وكانت تحت عنوان "جدلية الحب والموت في قصة البوغي"، بإشراف الأستاذ الدكتور عبد الله حمادي في أكتوبر 2005. وزير الثقافة يصف "البوغي" بالاستثمار المهم وكتب وزير الثقافة انطباعه عن فيلم "البوغي"، حيث قال "حضرت إلى جانب السيد حسين واضح والي الولاية عرض فيلم "البوغي" للمخرج علي عيساوي بقاعة أحمد باي بقسنطينة الذي تم تمويله في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية. وقد تفاعل الجمهور مع قصة الفيلم التي جمعت بين تناول موضوع حصار قسنطينة والقصة العاطفية المأثورة "نجمة" التي يرددها كثير من مطربي المألوف القسنطيني"، وأضاف "ولعل من أسباب نجاح هذا الفيلم، رغم طول مدته، هو السيناريو الذي كتبه سعيد بولمرقة الذي راعى استخدام اللغة الشعبية المتسمة بالحكمة والامثال الشائعة، إلى جانب ممثلين متميزين أمثال بن زراري وبشكري ودكار وحطابي وزرماني وبوبير وراشدي، وغيرهم. وتألق الممثلة الواعدة سارة لعمارة والمطرب عباس ريغي، وزاد تفاعل الجمهور مع الفيلم، مع القصة التي انتهت بمأساة قتل سعد الذي أدى أغنية البوغي وهي التي كانت سببا في قتله"، مشيرا "فيلم البوغي، إضافة هامة للسينما الحزائرية التي تستثمر في التراث الوطني".