أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة المتهمين " ك ع" و"ب. م" بعقوبة تقضي ب 5 سنوات سجنا نافذا، فيما برأت المتهم الثاني وهذا بعد متابعتهما بجناية تكوين جماعة أشرار والسرقة, حيث كانت تستهدف مساكن في وضح النهار خاصة بالأثرياء وقد جاء النطق بالحكم بعدما التمست النيابة العامة من هيئة المحكمة توقيع عقوبة تقضي ب 20 سنة سجنا نافذا مع دفع غرامة مالية نافذة قدرها مليون دينار. تتلخص تفاصيل قضية الحال في يوم 30 جويلية 2008 عندما قام كل من المتهمين الثلاثة "ك. ع" و" ب. م" الموقوفان و"س. م" الذي هو في حالة فرار باقتحام منزل عائلة " بوعزيز" بتقصرايين ببئر حادم على الساعة الثانية زوالا، مستغلين قلة حركة المارة وحرارة الصيف الحارقة في وقت القيلولة حيث تبين من ملف القضية أن المتهم " ب. م" طرق باب مسكن العائلة وهي الضحية في قضية الحال فخرج حينها حارس المنزل المدعو "س. ع" لمعرفة من الطارق فوجد المتهم أمام الباب أين طلب منه زجاجة ماء باردة على أساس أنه ضمآن من شدة الحر فدخل الحارس ليحضر له الماء، فباغته المتهم وتتبع خطواته وأشهر سكينه ووضعه على رقبة الحارس ثم دخل المتهمين الآخرين اللذين أحضرهما لتنفيذ العملية معه حيث قام أحدهما بربط الحارس من يديه ورجليه وأدخلوه إلى غرفته الخاصة الموجودة عند مدخل المسكن وبقي أحدهم برفقته مهددا إياه بالسكين إن حاول الاستنجاد بأفراد العائلة، وقد بقي معه يسأله عن موقع المال الموجود في المسكن وعدد افراد العائلة الذين يسكنون الفيلا بينما تسلل المتهم " ب. م" الى غاية الفيلا وتمكن من دخولها، أين واجه وجها لوجه أحد أفراد العائلة القاصر المدعو " محمد الامين" الذي وجه له المتهم عدة طعنات بواسطة سكين على مستوى فخذيه ورجليه لينقل إلى المستشفى لتلقي الاسعافات الأولية، وقد أجريت له عملية جراحية هناك واستفاد من عجز طبي قدره 60 يوما. وعندما اعتدى عليه المتهم صرخ " محمد الأمين" ليسمعه أخوه الأكبر ياسين فخرج مسرعا ليجد المتهم يعتدي على أخيه القاصر فلحق به وبيده مزهرية ليوجه له ضربة قوية أصابته على مستوى رأسه فسقط على سلالم الفيلا، لكن لم يستطع القبض عليه وقد تمكن من الفرار رفقة المتهمين الآخرين بالتسلل من حديقة المنزل.المتهمين خلال جلسة المحاكمة أنكرا جملة وتفصيلا الوقائع المنسوبة إليهما بالرغم من المواجهة التي دارت بينهما وبين أفراد عائلة " بوعزيز" الذين تعرفوا على المتهم فور القبض عليه وأكدوا ذلك خلال جلسة المحاكمة, كما أشارت أصابع الاتهام إليهما أيضا من طرف أحد الضحايا بواد السمار الذي تعرض هو أيضا للسرقة من طرف المتهمين بعدما اقتحما منزله في وضح النهار وقد حاول المتهم الرئيسي " ب. م " مراوغة العدالة بتصريحه أنه عامل وله مدخول خاص وليس في حاجة الى اللجوء إلى السرقة، بينما أصر المتهم الثاني أمام هيئة المحكمة بأنه قدم من تيارت إلى العاصمة للبحث عن عمل وقد تعرف على المتهم " ب. م" في إطار عمل وليس له أي علاقة في قضية الحال.من جهتها النيابة العامة لم تصل في مرافعتها كون الجريمة ثابتة في حق المتهمين من خلال الشهود الذين أحضرتهم المحكمة للاستدلال وتاكيد الوقائع وقد اعتبرت الوقائع خطيرة وأن المتهمين يشكلون خطرا على المجتمع برمته لتلتمس توقيع 20 سنة سجنا نافذا في حق كل واحد منهما قبل أن تنطق المحكمة بالحكم السابق ذكره.