ندرك جميعا أن ترمو مترات الأسعار يأخد منعرجا آخرا عشية حلول عيد الفطر ونعلم جيدا أن تجار الخضر والفواكه يستغلون كل الفرص للتحكم في الأسواق اليومية بشتى الطرق والحيل حتى يبسطون شروطهم وأسعارهم الخيالية لكن ما يثير الدهشة والإستغراب الغلاء الفاحش لكل أنواع الخضر والفواكه الذي أضحى طابعا يلازم المنتوجات الموسمية وغير الموسمية وبدون سابق إنذار رفع من جديد تجار سوق الخضر والفواكه منذ يومين فقط من أثمان كل المواد المعروفة بهذه النقاط بطريقة تخدم مصلحتهم وتثري خزينتهم خلال هذه المناسبة بالذات وبشكل يضمن لهم تعويض المواسم الفارطة والإختلالات التي تطرأ كل مرة على ميزان المبيعات بصفة إستثنائية أو تلقائية لأن الفرصة بالنسبة لهم لا تعوض والربح أكيد هذه المرة وتستدعي الإسراع في تنفيذ قراراتهم ورغم أن المستهلك قد تعود على مثل هذه السلوكات وأصبح مع مرور الوقت ملزما على الإستجابة لكل المتغيرات التي تطرأ على السوق لأن هذا الوضع قد أرهق ربة العائلة وأثقل موازينه ما دام أنه في كل الحالات مجبر على تدبر أموره وتخصيص ميزانية إضافية لتغطية مصاريف وتكاليف كل مناسبة تحل علينا فمنذ مدة قليلة فقط شرع التجار في تجسيد معايير جديد ة تتماشى والمناسبة الدينية ضاربين بذلك عرض الحائط بمصلحة الموظف المغلوب على أمره حيث راح جميعهم نحو فرضية الزيادة وكيفية إستغلالها خلال شهر رمضان الكريم خاصة أنهم يعلمون علم اليقين أن المستهلك لن يعزف تماما عن إقتناء المواد الغالية الثمن مهما وصل سعرها ومهما تجاوز ذلك المعقول مما يشجعهم على فرض قانونهم الخاص متحججين بعملية العرض والطلب التي هي في حد ذاتها سوى ستار يعتمدون عليهم لإيهام المشتري والإبعاد عنه مسؤولية إرتفاع الأسعار ضربة من حديد لم يكفيه التاجر ما تشهده هذه الأيام أسواقنا اليومية من إرتفاع جنوني لأسعار الخضر والفواكه ولم يتوقف هذا الأخير عند هذا الحد مادام أنه باشر مع بداية حلول شهر الصيام في تطبيق هذه المعادلة ليضرب مرة أخرى ومن جديد عشية إستقبال عيد الفطر المبارك ويبسط ذراعيه وبكل حرية لأنه يدرك تماما أن سلطة الردع غائبة من جهته وأن بضاعته لن تبق مكدسة من جهة أخرى. الشجع والسياق نحو الربح تحول إلى عامل وحيد يسير أسواقنا ويتحكم في الترمومتر وهو ما يتجسد جليا هذه الأيام بكل نقاط البيع الموزعة عبر تراب الولاية سواء البيع بالجملة أو التجزئة لأن النتيجة واحدة والضربية هي الأخرى واحدة يدفعها المواطن من أعصابه ومن جيبه وكأنه واقع مفروض عليه يتكرر مع كل موسم ويشترط عليه في نفس الوقت أن يدفع الثمن ولا يتراجع أمام كل هذه المستجدات الغلاء لا غير ونحن نتجول عبر أسواق الخضر والفواكه التي يقصدها المواطن يوميا لإقتناء كل ما يحتاجه والذي يدخل في تحضير مائدة رمضان إتضح لنا جليا التغيير المفاجئ في سلم الأسعار فمن الغلاء إلى الأكثر من حدة والأزيد منه نسبة لأن عيد الفطر على الأبواب ويتطلب حسب التجار التحضير لهم فكل طرف له طريقته الخاصة بهم لإستقبال هذه المناسبة بشراء المستلزمات التي لها علاقة بالإستعدادات التي تقوم بها العائلات أما البائع هنا فله هو الآخر تحضيراته الخاصة بهم التي لا تخرج عن نطاق الرفع من أسعار الخضر والفواكه وبزيادة كبيرة وفارق شاسع يتضرر من خلالها المستهلك ولا يستطيع في نفس الوقت التخلص منها والإنتفاض من هذا الإرتفاع حتى وإن إقتضى به الإقتراض أو تدبر أموره لتوفير أموال كافية لسد هذه المستجدات وتجاوز كل العقبات المفروضة عليه أرقام خيالية كل المنافذ تؤدي إلى فرض أرقام خيالية عشية عيد الفطر المبارك بكل أسواق الخضر والفواكه وكأن الإحتفالات والإستعدادات مرهونة بالقانون الذي يجدده البائع لا غير بعيد عن كل العادات والتقاليد التي تحييها الأمة الإسلامية جمعاء . ويبدو أن هذا التذبير قد شرع تجار الخضر والفواكه بداية من الأسبوع الفارط وهذا تزامنا مع ليلة ال 27 من شهر رمضان المعظم أين يكثر الإقبال على مادة اللفت وغيرها من الخضر لإعداد طبق "رڤاڤ" لتبقى ظاهرة الغلاء تميز الأسواق طيلة هذه الفترة حيث وصل سعر الطماطم 120 دج للكيلوغرام الواحد، 40 دج للبصل، 50 دج للبطاطس، 80 دج للخس، 40 دج للجزر، 100 دج للفاصولياء أما "اللفت" فقد تربع على قائمة المواد حيث بلغ ثمنه 140 دج بعدما تجاوز هذا الأخير السقف بكثير الأسبوع الفارط أين عرض ب 200 دج للكيلوغرام الواحد مقابل 520 دج للثوم. أما الفواكه قد سارت الأخرى بنفس المسار ولم تخدع عند القاعدة المفروضة على المستهلك نظرا للإرتفاع الجنوني لأسعارها، حيث بلغ ثمن البرقوق 60 دج و150 دج للخوخ و70 دج للإجاص فيما تجاوز العنب سعر 150 دج للكيلوغرام الواحد نفس الشيء بالنسبة للتمر الذي لم ينزل عن عتبة 400 دج. وبهذه الظاهرة أصبح الغلاء بالأسواق اليومية عادة يقتدى بها التاجر ويسعد إلى تحقيقها مع كل موسم ومناسبة تحل علينا بنسب متفاوتة من الفوائد وبأرقام متباينة فرفقا بالمستهلك الضعيف الذي لا حول ولا قوة له إلا الإمتثال لكل ما يفرض عليه سواء الذي له علاقة بقفة رمضان أو المستلزامات الخاصة بعيد الفطر.