لا يزال الكثير من سكان مناطق ولاية البيض يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم الراسخة منذ قرون لاسيما عادات استقبال الضيوف والزوار الذين يتوافدون سنويا على المنطقة قصد السياحة والتنزه بالمناظر الخلابة المنتشرة ببلديات الولاية لاسيما منهم المغتربون الذين يزرون الجنوب بعد غياب طويل عن ارض الوطن وكذا القادمين من مدن الشمال لتفقد أقاربهم بالصحراء . حيث لا تزال الكثير من العائلات تقدم أشهى الأطباق التقليدية للضيوف ترحيبا بهم في الكثير من المناسبات لاسيما في أفراح الصيف ..أشهرها طبق المشوي بالرغم من غلاء المواشي وطبق "الرفيس" الذي يحضر بسمن الغنم هو الأخر يعرف سعره ارتفاعا يفوق 3500 دج للكلوغرام الوحد علما أن معظم الضيوف يفضلون الراحة على الكثبان الرملية منهم من يزاول رياضة التزحلق على الرمال الذهبية الساخنة وآخرون يغتنمون الفرصة لردم بالرمال قصد العلاج من أعراض "البرد" كالروماتيزم لاسيما كما يحدث برمال منطقة سيدي امعمر بالعالية ببلدية اربوات جنوب ولاية البيض وبلدية البنود ..وحسب السيد الحاج سليمان بأن تحضير طبق المشوي لا يزال يتبع الطرق البدائية والخطوات التي حافظ عليها الآباء والأجداد منذ زمان التي تقتصر طهي الشاة على جمر الحطب بحضور الضيوف الذين يشد بعضهم الفضول على كيفية تحضير هذا الطبق الذي يُسيل اللعاب والأكثرية منهم يلتقط صورا على عراقة عادات وتقاليد أهل البيض في عالم الطبخ التقليدي خصوصا طبق المشوي الذي يعد رقما واحدا في قائمة الأطباق الجزائرية والعلامة الكاملة في مذاقه وطعمه اللذيذ...ويقول السيد الحاج سليمان بأن الخطوة الأولى في تحضير المشوي يجب ذبح الشاة حسب الرغبة خروف أم جدي أو رخلة ..وسلخها ثم تركها تجف لبضعة دقائق ثم يضاف لها توابل وبعد ذلك تربط الشاة المسلوخة على قضيب ثم توضع فوق الجمر على ارتفاع حوالي 50 سم وتخضع للتحريك عبر كامل الاتجاهات خصوصا في حركة دوارنية بطئية لقرابة حوالي ساعة حتى يصبح اللحم المشوي مطهي طبيعيا على نار حطب شجر "الرتم " الذي يفضله الطهاة في تحضير المشوي بمناطق ولاية البيض والجنوب عامة وبعد ذلك يقدم ساخنا للضيوف والمدعوين ببعض الأطباق المكملة على غرار المشروبات وماء القربة وبعد الانتهاء من المأدبة يلتف الجميع حول صينية الشاي الذي يحضر هو الأخر على الجمر حيث يفضله الكثير من الضيوف والسكان المحليين ويتبادلون أطراف الحديث على ارتشاف الشاي لساعات وكثيرا ما يناقشون مواضيعا هامة للترويح عن النفس لاسيما المغتربين الذين يحاولون التمسك بعاداتهم وتقاليدهم والبحث عن "ريحة " البلاد حسب تعبيرهم بعد ان شغلتهم موضة وعصرنة الغرب..وللتذكير بان طبق المشوي أصبح مكلفا نظرا لارتفاع أثمان المواشي ولكن سكان مناطق ولاية البيض لم تمنعهم من تحضير الأطباق العريقة لاستقبال الضيوف والزوار وحتى السياح أصبحوا مولعين بالأطباق الجزائرية التي تحافظ على جزء كبير من التراث والثقافة .