احتضنت جامعة الدكتور مولاي الطاهر بسعيدة أول أمس ندوة تاريخية حول "جذور الحركة الوطنية الجزائرية، نشطها المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا بتنظيم من جمعية الثقافة والسينما و بالتعاون مع جامعة سعيدة وبالضبط مع كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية . وفي هذا الصدد أكد المحاضر بنجامين ستورا أن مرحلة رئاسة ديغول كانت الأعنف والأكثر دموية ضد الثورة والشعب الجزائري، وذلك من خلال مخططه للقضاء على الثورة الجزائرية ، الذي عرف تسجيل قتل 140 ألف جزائري أثناء الثورة التحريرية ، كاشفا أن استقلال الجزائر لم يكن ليأتي لولا كفاح وتضحيات الجزائريين، كما أشار إلى أن ديغول لم يرغب أبدا في دمج الجزائريين في الجمهورية الفرنسية بالرغم من تبني الجمهورية الفرنسية لمطلب الجزائر الفرنسية، كما تطرق ستورا المعروف بصداقته للثورة الجزائرية ومناهضته للفكر الاستعماري في مداخلته إلى اهتمامه بالبحث في جذور الحركة الوطنية، لاسيما اهتمامه بشخصية المناضل ميصالي الحاج الذي طالب بالاستقلال منذ مطلع العشرينيات، حيث قال إن ميصالي أسس حزب نجم شمال إفريقيا سنة 1926 الذي كان يطالب باستقلال كل البلدان التي تقع في شمال أفريقيا ، أو كما تسمى حاليا ب " المغرب العربي " ، وفي سنة 1929 قامت فرنسا بحل الحزب بسبب مطالبة ميصالي الحاج بالاستقلال التام للجزائر عن فرنسا، ، والجملة الشهيرة التي أطلقها "هذه الأرض الجزائر ليست للبيع". واعتبر ستورا أن الواقعة تعدّ ‘'تحوّلا مركزيا في نضال الحركة الوطنية المنادية باستقلال الجزائر، ، كما كانت إعلانا عن ميلاد حزب الشعب الجزائري سنة 1937، وفي سنة 1939 حلت الإدارة الفرنسية الحزب وبعد مجزرة سطيف عام 1945 أسس مصالي الحاج سنة 1946 حركة أنصار الحريات الديمقراطية التي قامت بتأطير نضال الشعب الجزائري ، والذي تم حله من طرف الحكومة الفرنسية .ومصالي الحاج استطاع أن يجمع الجزائريين على مطلب التحرر، وفي 3 جوان 1974 توفي مصالي الحاج بالعاصمة الفرنسية باريس ودفن بمقبرة الشيخ السنوسي بمسقط رأسه بتلمسان .