في الوقت الذي كان الكثير من عشاق ومحبي المرحوم الشاب حسني ورفقاء دربه الفنانين والنجوم الغنائية الصاعدة تتمنى المشاركة وحضور الحفل التكريمي الذي كان من المقرر تنظيمه في أواخر شهر سبتمبر المنصرم، إحياء للذكرى ال23 لاغتياله، تفاجأوا في آخر لحظة بتقليص البرنامج، الذي سطرته جمعية ثقافة وفنون للحفاظ على التراث الموسيقي بوهران، بل وإلغاء الأمسية الغنائية التي كان من المقرر حضور أزيد من 50 فنانا وفرقة موسيقية من مختلف ولايات الوطن فيها ، هذا الأمر أثار استياء سكان الولاية و بالأخص أهل الفن الذين وصفوا هذه الحادثة بالمهزلة الكبيرة . حيث أكد عدد من الفنانين والرياضيين بوهران، أنه كان من الأجدر المساعدة والوقوف ومد يد العون لهذه الجمعية الفتية التي وبإمكانيات منعدمة أرادت تخليد ذكرى استشهاد المرحوم الشاب حسني، مؤكدين أن فشل الحفل التكريمي هو طعنة جديدة في ظهر مدينة متوسطية أنجبت الكثير من المبدعين والمواهب التي خلدت اسمها بأحرف من ذهب في سجل الحقل الثقافي، متسائلين عن سبب إجهاض حفل تكريمي كهذا، كان بمقدوره الترويج للوجه السياحي والجمالي للباهية وهران، خصوصا وأنها تستعد بعد أقل من 4 سنوات على تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط في 2021، لكن للأسف كل شيء تبخر بسبب ما أكده رئيس جمعية ثقافة وفنون بختي خالد براهمي، في الندوة الصحفية التي نشطها غداة إلغاء الأمسية الغنائية التي كان مقررا تنظيمها في قاعة قصر الرياضات بالمدينة الجديدة، أن منتخبين معروفين في المجلس الشعبي البلدي لوهران، هم من سعوا إلى إفشال هذا الحفل التكريمي الحاشد، فضلا عن مسؤولين آخرين في الديوان الوطني للثقافة والإعلام والمديرية الجهوية لديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة بالولاية. فإلى متى تستمر هذه العراقيل في إجهاض هذا النوع من الوقفات التكريمية، ولماذا لم تتحرك الوصاية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع حدوث مثل هذه المهازل التي أضرت كثيرا بسمعة القطاع الثقافي في عاصمة الغرب الجزائري وبسمعة المرحوم حسني شقرون، الذي رفض مغادرة الوطن في عز الأزمة الأمنية، وغنى في ملعب 5 جويلية أمام الآلاف من عشاقه . داعيا إلى الحب والوئام والتآخي وتناسي الأحقاد... وما آلمنا مشهد الصحفي التونسي الذي جاء من بعيد لتغطية الذكرى ال23 لاغتيال المرحوم حسني، ليجد كمشة قليلة من الفنانين وهم يحضرون أمام قبره لوضع إكليل من الزهور، هذا الأمر أحزنه كثيرا ووصفه بالصدمة الحقيقية التي آلمته.