انطلقت سهرات ليالي صيف وهران سهرة أول أمس بمسرح الهواء الطلق "المرحوم حسني شقرون"، في أجواء عائلية بهيجة، ميّزها التجاوب التلقائي للأسر والشباب الذين قصدوا ركح المسرح، بغية السماع لباقات الفنانين الخفيفة والمتنوعة، خصوصا وأن ديوان الفنون والثقافة لبلدية وهران، وجّه الدعوة لكوكبة متميزة من المطربين المعروفين محليا وحتى وطنيا، لإعطاء نكهة إضافية وجميلة لهذه السهرات الليلية الطربية. البداية كانت مع المغني الشاب الصاعد هواري عباس، الذي وما إن صعد على ركح المغنى، حتى أتحف جمهوره ومحبيه بباقات فنية جميلة وممتعة اهتز لها الركح، لاسيما أغنية "ما ما ميا" التي جعلت الجميع يتجاوب معها، إما تصفيقا، أو غناء أو حتى رقصا، ليأتي بعدها الدور على فنانين آخرين من بينهم الشيخ الهبري الذي ورغم تقدمه في السن إلا أن أظهر لجميع عشاقه أنه لا يزال شابا يافعا وقادرا على العطاء، حيث وبآلة "الأكورديون حمراء اللون" التي يمتلكها، أطرب عشاقه والعائلات الوهرانية بالعديد من الوصلات الفنية الآخاذة، لاسيما تغنيه بوهران هذه المدينة الساحلية الساحرة، مما أضفى على السهرة لمسة فنية خلابة، هذا دون أن ننسى كذلك الفنانة الوهرانية القديرة "حورية بابا" التي أشعلت الركح وألهبت سماء مدينة الباهية التي عاشت أول أمس سهرة صيفية ساخنة وممتعة، وأكدت للجميع أنها بالفعل عروس غناء، وفنانة مخضرمة لا تزال حاضرة بصوتها وآدائها المذهل الفاتن، كما لا ننسى الجوق الموسيقي البارع للمايسترو قويدر بركان، الذي أكد مرة أخرى أنه لؤلؤة الباهية التي تلمع وتسطع عاليا في فضاء ركح المرحوم حسني شقرون. صحيح أن الجمهور الذي تواجد ليلة أول أمس لم يكن كبيرا، إلا أن العائلات التي حضرت من مختلف ولايات الوطن، على غرار تيارت، سيدي بلعباس، بشار، ورقلة وحتى من فرنسا، أعطت ديكورا جماهيريا متنوعا، جعلها تقضي أوقاتا فنية جميلة ومتميزة، خصوصا في ظل الحرارة المرتفعة التي تميز هذه الأيام مختلف ولايات الوطن، ولاسيما الساحلية منها، فكانت الوصلات الغنائية للمخضرم هزيل بن عيشة، بمثابة سنفونية طربية أنستهم الحرارة الملتهبة، ونقلتهم إلى عالم فني خلاب، شعروا فيها بأنه بالفعل نجم ساطع وفنان لامع، يتلاعب كما يشاء بصوته الجهوري، ما جعل العديد من الحاضرين يصفقون له كثيرا على اطلالته الرائعة ويشكرونه على باقته الطربية الجميلة، هذا وقد أدى كذلك كل من ولهاصي الهواري، قوطاي، سماعين وآخرين مقاطع غنائية جميلة، جعلت العائلات لا تندم على حضورها ركح مسرح الهواء الطلق حسني شقرون وتتمنى ان تتواصل هذه الليالي الغنائية الملاح لإشاعة المتعة وقتل الروتين والملل.