يشكو العديد من سكان المناطق النائية و ببعض بلديات ولاية مستغانم من رداءة الخدمات الصحية و انعدامها كلية أحيانا لأسباب عديدة تزداد تعقيدا يوما بعد يوم لاسيما في ظل ازدياد عدد السكان بتلك الأماكن ، حيث تضاعف الطلب على الخدمات الصحية و بالأخص على مستوى العيادات الجوارية ، إذ يرغب السكان في تخصيص مصلحة الاستعجالات في الأماكن التي يتواجدون بها تغنيهم عناء التنقل إلى جهات أخرى بعيدة في حال تعرض احد أفراد الأسرة إلى إصابات خطيرة أو مرض يتطلب التنقل فورا إلى الاستعجالات. حيث أن هناك العديد من الدوائر الكبيرة بمستغانم لا تعمل بنظام المناوبة الليلية كحاسي مامش ، حيث يضطر المرضى إلى التنقل نحو استعجالات خروبة قاطعين أكثر من 10 كلم و أحيانا يكون التنقل عبر سيارات «الكلونديستان» في ظل نقص خدمات النقل التي تعاني منها المنطقة مساء و في هذا الشأن أكد لنا احد السكان من حاسي ماماش أن زوجته كانت تعرضت لازمة صحية تطلب نقلها إلى الاستعجالات بخروبة ، حيث عانى في بادئ الأمر للظفر بوسيلة نقل قبل أن يقطع مسافات طويلة نحو المكان المذكور و عند وصوله تفاجأ بالعدد المعتبر من المرضى أمام باب الاستعجالات التي كان بها طبيب واحد ليضطر إلى الانتظار ما زاد من آلام زوجته غير أن الطبيب لم يفعل أي شيء سوى أن طالبه بإجراء التحاليل على الفور قبل فحصها و أمام صعوبة الأمر اجبر على العودة إلى المنزل دون أن تُعالج زوجته .النقص الحاد في المرافق الصحية جعل المسؤولون يسعون إلى تحسين نوعية الخدمات من خلال فرض المناوبة الليلية بعدد من المستوصفات على غرار عين النويصي و صلامندر لكن ذلك لم يكن كافيا للاستجابة للطلبات العديدة.كما انه سجل العام الفارط ما يقارب 70 ألف فحص في نطاق استعجالي بالمؤسسة الاستشفائية لالة خيرة ، و هو ما جعلها تخفف الضغط بنسبة كبيرة على استعجالات خروبة التي تعرف توافدا منقطع النظير يوميا من كل أنحاء الولاية ما يشكل ضغطا كبيرا داخل المصلحة و ينتج عنه رداءة في الخدمات و مشادات بين المرضى و الأطباء.