- عين على مأساة العشرية السوداء في " بهيجة " - ضرورة أرشفة العروض حتى تكون مرجعا للطلبة و الباحثين استضاف أمس المقهى الأدبي لمسرح عبد القادر علولة بوهران الكاتبة و الوزيرة السابقة ليلي عسلاوي والمخرج المسرحي زياني شريف عياد للحديث عن مسرحية "بهيجة" التي تم اقتباسها عن رواية السيدة عسلاوي، وذلك بحضور ممثلي المسرحية مراد أوجيت، نسرين بلحاج، نضال، و عباس محمد إسلام. وخلال الندوة التي نشّطها مدير مسرح عبد القادر علولة مراد سنوسي قالت الوزيرة السابقة ليلى عسلاوي فيما يخص ظروف كتابتها لرواية "بدون حجاب وبدون ندم"، فقد جاءت صدفة عندما التقت بزميلة لها كانت قد افترقت عنها منذ زمن طويل من أيام الدراسة في الثانوية، ولم تكن تعرفها جيدا، و أنه بعد عدة سنوات طويلة التقتها بأحد شوارع العاصمة عندما راحت تناديها " ليلى"، لتتفاجأ برؤية امرأة تلبس جلبابا ، وبفضل المؤشرات التي أعطتها لها زميلتها تمكنت من التعرف عليها. وأشارت عسلاوي أن العمل يروي مأساة الجزائريين خلال العشرية السوداء من خلال شهادة امرأة تدعى "بهيجة" وهو (اسم خيالي لزميلتها) توفي زوجها، وتتعرض للعنف الجسدي و اللفظي داخل أسرتها و من قبل المجتمع بعد رحيل زوجها في ظل انتشار الإرهاب، وكيف أنها ارتدت "الجلباب" و بقيت على قيد الحياة رفقة أختها أيضا. وفي الوقت الذي تواجه فيه "بهيجة" المخاطر التي تتربص بها من كل جانب، تسعى بكل ما أوتيت من إمكانيات للاتصال مجددا بابن طالما شعرت بالذنب لفقدانه، هذا الغياب الذي يتعاظم مع سير المأساة المتفاقمة، و ينفجر في الأخير ويؤول إلى نهاية تراجيدية تفرز كل أنواع الإرهاب. وتؤكد الكاتبة في هذا الصدد أن العمل يبرز فترة عصيبة من تاريخ الجزائر، فترة لم تجد فيها الجزائر من يقف إلى جانبها، وبالتالي وجب إبراز هذه المعاناة ،كما دعت الكتاب إلى إنتاج أعمال أدبية وفكرية وفنية تهتم بالذاكرة الوطنية، معتبرة أن ذلك يعد مساهمة في تنوير فكر الأجيال اللاحقة . وبدوره أوضح المخرج زياني شريف عياد أنّ نصا كهذا لا يموت باعتباره يتناول حقبة تاريخية مهمة تتطلب أعمالا أخرى، خصصا أنه أخرج العديد من الأعمال منها "الشهداء يعودون هذا الأسبوع "،" الحافلة تسيير"، " العيطة "،و غيرها ، ثمّ بحث عن روايات تتحدث عن سنوات الجمر لكونها في نظره تتطلب التأريخ لها والحديث عنها ، إلى أن وجد نص ليلى عسلاوي الذي قدمه له أحد الأصدقاء فقرأ الرواية، و منها تعلق بالعمل الذي يحاكي ما عاشته الجزائر خلال سنوات الجمر السوداء، فقرر إخراجه من خلال اقتباس قام به أرزقي ملال، و الترجمة لنور الدين سعودي ، وأبرز خلال المناقشة التي نشطها الحضور من أساتذة ،كتاب وفنانين، أنه من الضروري أرشفة الأعمال المسرحية حتى تكون مرجعا جيدا للطلبة في الفنون الدرامية و الباحثين ، كما دعا إلى وضع الاستراتيجيات الكفيلة بالنهوض بالمسرح الجزائري من خلال تعزيز التكوين والاهتمام بمختلف مسائل العمل المسرحي ملحا على أهمية الاعتناء بالتعبير الجسدي في التمثيل المسرحي، لاسيما بالنسبة للممثلين الشباب. في الأخير صرح سنوسي أن بهو المسرح الجهوي مفتوح لكل دور النشر لعرض الكتب على هامش العروض المسرحية و التي لا يخالف محتواها قوانين الجمهورية ، كما سيستضيف المقهى العديد من الأسماء الأدبية منهم واسيني الأعرج ، أمين الزاوي و كمال داود ، و غيرهم من الوجوه الأدبية المعروفة و الشابة أيضا .