كشف المسرح الوطني الجزائري، عن أول إنتاج مسرحي له في 2017 بشراكة مع تعاونية "القوسطو" تحت عنوان "بدون حجاب وبدون ندم" يشرف على إخراجه زياني شريف عياد عن رواية بالعنوان ذاته كتبتها ليلى عسلاوي حول "مأساة العشرية السوداء في تسعينيات القرن الماضي". وقالت الوزير السابقة ليلى عسلاوي في الندوة الصحفية التي نشطتها، الإثنين، رفقة المخرج زياني شريف عياد بنادي "امحمد بن قطاف" بالمسرح الوطني أنّ روايتها "بدون حجاب وبدون ندم" كانت ربما لا تكتب في 2011، ولكن جاءت بعد صدفة عندما التقت بزميلة لها كانتا قد افترقتا منذ زمن طويل من أيام الدراسة في الثانوية ولم تكن تعرفها جيدا. وأضافت عسلاوي أنّه بعد 48 سنة التقتها بشارع العربي بن مهيدي عندما سمعت صوتا من ورائها يناديها ب"ليلى"، وبعد أن التفتت إليه وجدتها امرأة تلبس جلبابا ولم تعرفها، لكن أعطتها زميلتها مؤشرات. وأشارت عسلاوي أنّ العمل يروي مأساة الجزائريين في العشرية السوداء بدءا من أحداث أكتوبر 1988 إلى غاية بداية الألفية الثالثة من خلال شهادة امرأة تدعى "بهيجة" (اسم خيالي لزميلتها) توفي زوجها، وتتعرض للعنف الجسدي واللفظي الذي مارسه عليها الذكور سواء الأب أو الابن أو الأخ داخل أسرتها فضلا عن ذاك الممارس عليها في المجتمع بعد رحيل زوجها في ظل العشرية السوداء وانتشار التطرف والإرهاب والقتل وكيف ارتدت "الجلباب" وكيف بقيت على قيد الحياة رفقة أختها أيضا.. وغيرها من النقاط. وتؤكد الكاتبة: "العمل يبرز فترة عصيبة من تاريخ الجزائر، فترة لم تجد فيها الجزائر من يقف إلى جانبها وبالتالي وجب إبراز هذه المعاناة". بدوره أوضح المخرج زياني شريف عياد أنّ تأخر اقتباس (مسرحة) رواية عسلاوي "بدون حجاب وبدون ندم" بسبب البيروقراطية التي مورست عليه في وزارة الثقافة والظروف العصيبة التي رافقته بعد رحيله عن إدارة المسرح الوطني. وأكدّ المتحدث أنّ نصا كهذا لا يموت باعتباره يتناول حقبة تاريخية مهمة تتطلب أعمالا أخرى، بحيث أخرج "العيطة" التي تدور حول أحداث 1988، ثمّ بحث عن روايات تتحدث عن سنوات الجمر لكونها في نظره تتطلب التأريخ لها والحديث عنها. وقال: "وجدت نص ليلى عسلاوي خياليا لو لم أكن أعرف أنّه قصة حقيقية، نص يحاكي ما عشناه من معاناة ودم". ويؤدي أدوار المسرحية المرتقب عرضها الشرفي بعد بضعة أشهر كل من مراد أوجيت، نضال، نسرين بلحاج وعباس محمد إسلام، ويوقع الدراماتورجيا أرزقي ملال، والكوريغرافيا للهادي شريفة والترجمة لنور الدين سعودي.