المرحوم ووري التراب بمقبرة عين البيضاء توفي نهار أول أمس في حدود الساعة الخامسة مساء، بمصلحة طب الحروق التابعة لمستشفى الدكتور بن زرجب بوهران الشرطي المدعو (بلحاج جلول أحمد) البالغ من العمر 54 سنة متأثرا بالحروق الخطيرة التي تعرض لها، ومست كل أنحاء جسمه أثناء تأدية مهامه، وهذا بعد أن صارع الإصابة منذ أكثر من أسبوع أثناء محاولة إنقاذ إمرأة وإبنها كانا في حالة خطر، بحيث ضحى بنفسه من أجل تأدية واجبه النبيل وعرض حياته للخطر محاولا إخماد النار أين تعرض لحروق من الدرجة الثانية والثالثة وحول الى مصلحة طب الحروق، وهناك حاول أطباء المصلحة إنقاذ حياته لكن القدر شاء أن يفارق الحياة تاركا وراءه عائلة تتكون من خمسة أبناء، وللتذكير فإن الحادثة وقعت يوم 6 أكتوبر الجاري في حدود الساعة الحادية عشر صباحا أين تقدم محضر قضائي رفقة الشرطي الى السيدة القاطنة بحي المقري، وهذا بغرض تبليغها بقرار إخلاء الشقة الفوري تطبيقا لقرار المحكمة عندها رفضت السيدة تطبيق هذا القرار، لكن وبعد إصرار المحضر القضائي، إتجهت الى المطبخ، وسكبت البنزين على نفسها ووضعت بيدها الولاعة وهددت بحرق نفسها، إحتجاجا على طردها وفي تلك الأثناء كان إبنها البالغ من العمر ال 5 سنوات بقربها عندما حاول الشرطي إنقاذ الموقف فأسرع نحوها لمنع وقوع الكارثة لكن تأخر الوقت كثيرا، عندما أشعلت الولاعة لتحترق السيدة وإبنها عندها لم يتراجع الشرطي، بل حاول إخماد النار غير مبال بخطورة الوضع فمست ألسنة اللهب كامل جسمه ليجد نفسه بين الضحايا الثلاث وعلى جناح السرعة تنقلت مصالح الحماية المدنية، أين قامت بإجلاء الضحايا وتحويلهم الى مصلحة طب الحروق بمستشفى وهران، إذ توفيت السيدة بعد ساعات من الحادث وبقي إبنها والشرطي تحت العلاج الطبي يصارعان الإصابة، فلم يتمكن الشرطي من مقاومة الإصابة البليغة ليلفظ أنفاسه الأخيرة بفراش المصلحة، وللعلم فإن الشرطي هو حافظ أمن. وقد وري جثمان الفقيد التراب أمس بمقبرة عين البيضاء، وللإشارة فإن المرحوم إلتحق بسلك الشرطة منذ عام 1981 وهو متزوج وأب لأربعة أبناء يقطن بإيسطو (وهران)، فرحم اللّه شهيد الواجب وجعله من الصديقين وإنا للّه وإنا إليه راجعون.