وفقا لجوهر الدستور وبناء على مقومات هويتنا الوطنية بركائزها الثلاث الاسلام والعربية والأمازيغية فإن الاحتفال برأس السنة الميلادية وبالمفهوم الذي يريده نفر منّا من المعجبين بطقوس «الفرنڤة» يبدو - وليسمح لنا القوم - أمرا غريبا بكل ما تحمله هذه الكلمة من غربة وتغريب ... وطبقا للدستور وقوانين الجمهورية - والى أن يثبت العكس - فإن أعياد الجزائريين كل الجزائريين هَا هنا .. عيدان للفطر والأضحى وآخران لمحرم وعاشوراء وخامس احتفاء بمولد خير الأنام خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ابن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) تدخل ضمن الشق الديني. وفي مجال الأعياد الوطنية فثمة عيدين للثورة المظفرة وللاستقلال وأيام للشهيد والمجاهد وسائر المحطات الكبرى لمسار التحرر من الاستعمار... واليوم ها هي الدولة الجزائرية تكمل قائمة أعيادنا الوطنية ترسم 12 يناير عيدا آخر تحصينا للهوية الوطنية من المزايدات والمناورات المكشوفة ... «الناير» الذي عهدناه من أجدادنا وجداتنا تم ترسيمه أخيرا عيدا من ضمن أعيادنا التي لم نألف ولن نرضى بغيرها فبهذه الجزائر الطاهرة التي روتها دماء الشهداء في سبيل الله والوطن لا مكان للرفث والجنون والمغامرة بحجة الاحتفال ب «البوناني» و «الريفيون» فالجزائريون لهم في أعيادهم الطاهرة ما يكفيهم عن أعياد الآخرين ومظاهر البذخ والإسراف والمجون والانحراف حين صارت شوارعنا مع نهاية كل سنة لا تشبه شوارع الجزائر لسنا في باريس ولا نيويورك وعار علينا تقليد ريو دي جانيرو وكرنفالها وما نيلا نجني صبيحة السنة الجديدة ضريبة ليلة ماجنة حمراء ... والله يستر الجزائر من أعياد «الڤور».