يصرفون الملايين في عيد مبتدع شبان وشابات يقيمون حفلات الميلاد بالملاهي يميل البعض إلى الاحتفال بعيد الميلاد على سبيل العادة في كل سنة، وبعد أن كان عيدا مقتصرا على الأطفال الصغار واحتفال أمهاتهم بسنتهم الأولى، راح الكبار من مختلف الأعمار إلى الاحتفال بأعياد الميلاد في كل سنة، وتعدت مظاهر الاحتفال أطرها المعقولة وانحازت إلى البذخ والتبذير عن طريق إقامة تلك الحفلات في القاعات الفخمة والملاهي من طرف بعض الشبان والشابات، ناهيك عن ما يميزها من مظاهر مخجلة لا تمت الصلة بأعراف مجتمعنا المحافظ من رقص وصخب ولباس فاضح وكأننا في بلد أوربي يناصر الاحتفال بمثل تلك الأعياد. نسيمة خباجة قد يمر يوم عيد الميلاد مرور الكرام لدى البعض لكن لدى البعض الآخر لا يمر إلا بعد صرف الملايين والاحتفال به في القاعات الفخمة وجلب أرقى فرقة للموسيقى الصاخبة، ويجتمع الشبان والشابات بتلك المجالس المشبوهة لا لسبب سوى لأن أحدهم مضت سنة من حياته ليبدأ أول يوم من السنة الجديدة على تلك المظاهر والأفعال المشينة التي لا تنبئ بالخير في العام الجديد خصوصا وأن ديانتنا تبتعد عن تمجيد مثل تلك الأعياد التي لم يعهد سلفنا الصالح الاحتفال بها، وبعد أن كانت متعلقة أكثر في مجتمعنا بالأطفال الصغار بعد مضي سنة أو سنتين من سنهم وإلغائها بعد مراحل كبرهم صار حتى الكبار ينجرون إلى الاحتفال بأعياد الميلاد بعد أن مضت من أعمارهم عقود ولا نقول سنة أو سنتين، ويذهبون إلى الإسراف والتبذير واللهو في تلك الحفلات الماجنة والتي تجسد التقليد الغربي المحض وتنتشر المظاهر المخلة بالحياء في تلك الصالونات والقاعات وتكون حتى الخمور حاضرة بقوة، ناهيك عن السجائر التي تزدان بها أنامل النسوة من باب البريستيج والتحضر. فحقيقة هو عالم آخر يعيش فيه هؤلاء يبعد عن عالم الناس العاديين أو هؤلاء الأخيرين يعيشون بمنأى عن ما هو حاصل في العالم الأول وبالفعل اختلطت الأمور، ففي الوقت الذي يشتاق البعض إلى رغيف خبز أو مدخول بسيط يضمن قوت يوم واحد نجد أن البعض الآخر راحوا يضيعون الملايين في تلك المجالس السيئة باسم التحضر والرقي والتطور، فالمحتفل بعيد الميلاد اليوم هو شخص راق مثلما هو شائع في بعض الأقطاب الجامعية التي تكثر فيها مثل تلك المظاهر، وحتى تلاميذ الثانويات، يبدو أن التأثر بالمسلسلات الأمريكية وما يشيع فيها من مظاهر الانحلال والتخلف أثر على عقول بعض شباننا وشاباتنا، بحيث أضحى يصدّر لنا كل ما هو سيء من هناك. اقتربنا من بعض الشبان والشابات لرصد آرائهم فالتقينا باسمهان طالبة في قسم الترجمة قالت إنه بالفعل أضحى الكثيرون يقيمون الدنيا ولا يقعدونها بمناسبة أعياد ميلادهم ويذهبون إلى مظاهر البذخ والإسراف وتكون في معظمها مجالس مختلطة بين الجنسين معا، ورأت أنها شخصيا لا تعترف بذلك العيد المبتدع الذي يقرب إلى عادات الغرب أكثر ولا يليق بنا كمسلمين الاحتفال به. أما مروان في سن الخامسة والعشرين عامل حر فقال إنه وأصدقاؤه يقيمون أعياد ميلادهم في صالونات الشاي بعد كرائها ويجمعون المال لإحياء ذكرى الميلاد ويدعون إليها أصدقائهم وصديقاتهم ويتراقصون على أنغام الموسيقى الصاخبة لتمضية أمسية تبقى في الذكرى وتختم بتقسيم كعكة الميلاد. لتبقى تلك المظاهر بعيدة عن قيم مجتمعنا وتقاليده المحافظة وكان الاحتفال بأعياد الميلاد عرفا متداولا أكثر لدى فئة الصغار بعد احتفال أمهاتهم بالسنة الأولى من أعمارهم لتقفز الظاهرة إلى الشابات والشبان وتأخذ منعرجا آخر.