تعمل تعاونية مسرح »الدراجة« لوهران على التحضير لعمل مسرحي جديد بعنوان »لي كلي كلو« للكاتب المسرحي محمد بختي وإخراج محمد يبدري، أما عن الادوار الرئيسية في هذا العرض فسيجسدها مجموعة من الممثلين وهم هنان نوال وغازي أميرة، اضافة الى بعض الموسيقيين الذين سيظهرون لأول مرة على الخشبة وسيؤدون أدوارا ثانوية من شأنها أن تخدم النص والفكرة العامة للمسرحية، ويتعلق الأمر بالموسيقي العربي بصطام رئيس فرقة »الفردة« ببشار والموسيقي رحو لحبيب عازف آلة القمبري التقليدية من وهران، في حين سيتكفل المسرحي المعروف محمد يبدري ايضا بالسنيوغرافيا اضافة الى كونه المخرج المشرف على العرض. ومن جهته فقد كشف محمد يبدري أن مسرحية »لي كلي كلو« تدور أحداثها حول شابتين إحداهما فنانة تشكيلية والاخرى مفكرة اجتماعية تعيشان في سجن بسيكولوجي ونفسي ر هيب يؤثر في نفسيتها بقوة لدرجة أنهما تعجزان عن الخروج منه بأفكارهما الخيالية وتحليلاتهما المزيفة والمبهمة، فتعيش الفتاتان لحظات عصيبة في هذه القوقعة المظلمة بعد أن تعجزان عن إيجاد بوابة الخروج والتخلص من هذا الهاجس الذي خيم على أفكارهما، ورغم محاولاتهما المستمرة إلا أنهما تعجزان عن الخروج من هذا المكان بسبب خيالهما ا لواسع والعديم في نفس الوقت، ومن جهة أخرى أوضح يبدري أن الموسيقيين اللذين منحا دورا رئيسيا في العرض يبرهنان لهاتين الفتاتين مدى قوة الصبر التي يتسمان بها وحرية التعبير التي يتمتعان بها وذلك عكس الشخصيتين الرئيسيتين تماما ألا وهما الفتاتان. وحسبما أكده ذات المتحدث فإن هذا العرض المسرحي الذي يمزج بين التراجيديا والكوميديا سيعرض يوم الثاني والثالث والرابع من شهر مارس المقبل في حين سيقدم أمام الجمهور التلمساني يوم 13 مارس وتستمر الجولة الفنية لتعاونية مسرح الدراجة نحو ولايتي تيزي وزو وعنابة حسب برنامج العروض المسرحية المسطر من طرف التعاونية، وفي ذات السياق يشير »يبدري إلى أن الادوار الرئيسية قد منحت للشابتين نوال وأميرة بعد إنهائهما لفترة التكوين المسرحي والتربص الذي تلقياه مدة 6 أشهر كاملة تحت إشراف طاوس خازم ويعد هذا العرض بمثابة التجربة المسرحية والميدانية الأولى للفتاتين بهدف تشجيعهما وفتح المجال أمامهما لإبراز قدراتهما المسرحية وطاقاتهما في مجال الإبداع والتميز. ومن جه ة أخرى فقد كشف محمد يبدري أنه سيشارك خلال الاسبوع المقبل بالأيام الوطنية للمونولوج بكل من منطقة مغنية وسبدو أين سيمتع الجمهور التلمساني بعروضه المسرحية المتميزة التي لاقت نجاحا كبيرا لدى عشاق الفن الرابع عبر مختلف ولايات الوطن على غرار مونولوج »المشروع« الذي عرض حوالي 162 مرة على ركح المسارح الجهوية والوطنية وحتى العربية والدولية ولقي استحسانا كبيرا من طرف الجمهور العاشق للمسرح والأداء المتميز علما أن هذا المونولوج لازال الجمهور يطالب به لحد الساعة نظرا للفكرة الاجتماعية الهامة التي يضمها هذا الأخير والأداء الاحترافي الذي قدمه محمد يبدري وحضوره المتميز على ركح الخشبة. وإضافة إلى »المشروع« فإن تعاونية مسرح الدراجة لوهران قد شاركت مؤخرا في مهرجان الشاشات الصغيرة بجنوب فرنسا بمسرحية ستاندات محمد وافتكت جائزة أحسن فيديو مسرحي مما عزز رصيد التعاونية وجعلها تتحمس أكثر لإعطاء المزيد وإنتاج العروض المسرحية التي غالبا ما تتحدث عن قضايا اجتماعية تهم المواطن الجزائري بالدرجة ا لأولى وتترجم همومه ومشاكله، مع طرح مواضيع إنسانية أخرى لازالت ملموسة في مجتمعنا الجزائري والعربي بصفة عامة على غرار العرض الجديد »لي كلي كلو« الذي من المنتظر أن يعرض أمام جمهور وهران شهر مارس المقبل، والذي يترجم مجموعة من الافكار والآراء التي تفيد بأن الإنسان عليه أن يتحرك ويتسم بالارادة للخروج من مشاكله ويبتعد عن الأحلام والخيال وكذا الكلام الفارغ الذي يرسمه في عقله دون فائدة وذلك ما سمته التعاونية بالسجن البسيكولوجي وللعلم فإن هذا الموضوع يعتبر جديدا من ناحية الطرح والمعالجة كونه ينقل المشاهد إلى عوالم الحبس النفسي الذي اعتبره الاخصائيون من أخطر المظاهر التي تؤدي إلى الاكتئاب والانتحار أحيانا. وتجدر الإشارة أن مسرح الدراجة قد أنهى مؤخرا جولته الفنية لسنة 2011 التي قام بها عبر مختلف ولايات الوطن أين التقى بجمهوره الذواق والعاشق لعوالم الفن الرابع من خلال تقديمه لمجموعة من العروض المسرحية »كالمشروع« ومسرحية »ستانداب محمد« ومونولوج »ريم لاغازال« وغيرها من الروائع المسرحية للتعاونية.