يعتبر بن يحيى معمر الملقب بجرابو اللاعب السابق في غالي معسكر في الستينات وبداية السبعينات من المهاجمين الاقوياء من الناحية الفنية والنفسية احترف في فرنسا وحبه للغالي جعله يرجع إلى وطنه الأصلي ويدافع عن ألوان فريقه المحبوب رفقة زمرة من اللاعبين المعروفين في معسكر صنعوا مجد الكرة المعسكرية بعد الاستقلال ومازال الجيل الحالي يتذكر هؤلاء اللاعبين سواء بالاسم فقط أمثال اللاعب بن يحيى معمر الذي أصبح يعاني منذ سنة 2008 من المرض الذي أثقل رجله السحرية دون أن يبالي به أحد رغم أنه أفنى عمرة في الغالي وقدم كل مايملك من فنيات وكان يمتع الجمهور في تسجيل الاهداف واعتبر في ذلك الوقت من أحسن المهاجمين في عصره نظرا للرشاقة والخفة التي كان يتمتع بها لكن هيهات أكل منه الزمن وثقل لسانه وتخونه الذاكرة أحيانا ويستعين بعصاه حتى يستطيع المشي ويزور أصدقائه ويروح عن نفسه عندما يجلس في قهوة الملياني المفضلة لديه في ساحة الأمير عبد القادر لعله يتذكر الماضي المجيد الذي عاشه رفقة خيرة أبناء معسكر منهم من مازال على قيد الحياة والبقية توفوا رحمهم الله وفي هذا اللقاء الذي جمعنا مع السيد معمر بن يحيى حاولنا تسليط الضوء على هذا النجم المنسي الذي يكاد في كل مرة يتذكر الماضي تسيل الدموع من عينيه وكان برفقة اللاعب السابق بن عمر بوطيش والمسير ماحي محمد اللذين رافقاه في كل مشواره الرياضي ومسيرته الحافلة بالانتصارات والأفراح لكن للأسف كلها من الماضي . بدأ الكرة في حي بابا علي ودخل النجومية سنة 1963 بدأ بن يحيى معمر مداعبة الكرة كغيره من الشبان في الشارع والحي الذي كان يسكن فيه حي بابا علي العتيق وفي 05 جويلية 1962 دخلوا بطولة بيضاء لاختيار اللاعبين وكان على رأسهم المرحوم الشيخ الصادق كباح أحمد، ونزار الحبيب والمرحوم طنجاوي الذي كان رئيسا مؤقتا في ذلك الوقت وتم اختيار عدة لاعبين للدخول إلى البطولة كانت من المشاركين فيها تغنيف، بلعباس، سعيدة، سفيزف، تلاغ، الفتح بمعسكر، وغالي معسكر وكانت الإنطلاقة في موسم 1964/1963 وصعد الفريق غالي معسكر الذي كان يلعب له بن يحيى معمر إلى القسم الشرفي آنذاك وكان ضمن قائمة اللاعبين كل من رويس، المرحوم حسين نانو، حسين دايخ، بوجلال تشيكو، المرحوم بن عمر غزار، بوطيش بن عمر، سلام، رشيد، جاكير، نكروف صافا، المرحوم محي الدين قمبيطا، بوكحلة، شيبة عبد الله، المرحوم الحاج النيس، بوجمعة علي الملقب بابا علي، وسارت الأمور على أحسن مايرام إلى غاية نهاية السنة تم إدماج فريق الفتح مع غالي معسكر سنة 1965/1964 وشارك في ذلك الوقت كل من كاوبي، بن يخو، حميد بوليط، الأخوة لقام، المرحوم رشيد باصو واسترجع كل من بوجلال دياب، رشيد صحراوي الملقب بباصو، حميد بوليط، فلاح قويدر المدعو تيني بورو. . الغالي فاز بخمس بطولات متتالية وتوقف في الحرب العالمية الثانية تأسس غالي معسكر في سنة 1925 حسب معظم الرياضيين بمعسكر وفئة أخرى تقول أن الفريق تأسس قبل ذلك بعدة سنوات ولم يظهر بسبب الثورات التي تعاقبت في الجزائر ونال في تلك الفترة عدة ألقاب الى غاية سنة 1939 توقفت البطولة بسبب الحرب العالمية الثانية واستمرت إلى غاية 1945 وسنة بعد ذلك انخرط فريق الالية في البطولة وتحصل على خمس بطولات متتالية وصعد إلى القسم الشرفي بمثابة القسم الاول حاليا وتألق في تلك الفترة كل من الاخوة جاكير، الحاج مكيوي، الحاج الصادق، القوشي، نكروف، المرحوم يوسف، الحاج غاسول، بلعوني، القطني، الحارس فيتاليس، المرحوم سيد احمد كيري المرحوم مفلح عواد وكان ذلك الوقت غالي معسكر مدرسة في كرة القدم أنجبت الابطال احترفوا في عدة أندية فرنسية أمثال، مفلح عواد في مولودية الجزائر وران الفرنسي، الشيخ الصادق في مولودية وجدة المغربية، المرحوم سيد احمد كيري جرب مع فريق في الفرنسي، ثم جاء جيل الماحي بن ملوكة الشهيد، المرحوم عدة بهلول، بغداد غلال بوشيفى، بستاني محمد، عثمان باكوكو، علي مومن، الشهيد على خيثرى وكان يقود هؤلاء اللاعبين المرحوم الشيخ صادق وواصل الغالي انجازاته الى غاية 1955 بعد اندلاع الثورة يحترف في فرنسا والحنين جعله لا ينسى بن يحيى معمر بدأ لعب الكرة في الشارع وعمره 10 سنوات ولم يكن يعلم يوما أنه سيدخل نجومية ويحترف في فرنسا وتحول من لاعب فرحي البلاصة ببابا علي بمعسكر الى الالية موسم 1963/1962 وأظهر مستوى فني رفيع جعله يحترف في فريق انتيب بفرنسا جنوبا وبقي لسنة واحدة لكن الحنين جعلة لا ينسى أصدقاءه ورفقاءه وعاد الى الالية بعدما ودع العزوبية في تلك السنة ولا يخبر أصدقاءه بالنظر للقدر الموجود بينهم وما بينهم بن عمر بوطيش صديقه الحميم الذي حدثنا عنه معتبرا إياه باللاعب الكبير وخلوق في تصرفاته ومنضبط في عمله وكان لاعبا بارعا يقول بوطيش زميله في الفريق آنذاك ومهاجم خطير يخشاه الكثير ولا يوجد أمثاله اليوم بالمستوى الفني والتقني الذي كان يتميز به ويعتبر هداف من النوع الرفيع لا يخشى خصومه ويحب المراوغة أعطى الكثير للغالي ولم يأخذ منه شيئا توقف عن اللعب سنة 1972 ودخل عالم الشغل لاكتساب قوت أبنائه الثمانية من لاعب في كرة القدم الى سائق في شركة خاصة بعد إعتزاله كرة القدم إلتحق بن يحيى معمر بشركة خاصة لصناعة البلاط كسائق شاحنة بمدينة غريس وبقى فيها لمدة 15 سنة الى غاية غلقها وأحيل على البطالة وخرج بمبلغ زهيد من الشركة لا يلبى حاجيات 08 أولاد منهم أربعة نساء وأربعة رجال يعيشون هم أيضا في عالم البطالة مما صعب التكفل بالأسرة ومازاد الطين بلة عند أسرة اللاعب بن يحيى معمر وتأزم وضعه هو المرضى الذي يعاني منه منذ جوان 2008 الذي ارتفع لديه ضغط الدم بسبب المشاكل ووقع له شلل نصفى وأصبح يمشى بصعوبة بعد علاج طويل ويتحرك ببطء ولا يستطيع القيام بأي عمل الا الجلوس على الكرسي وفقد الأمل في الحياة بعدما تخلى عليه الجميع وحتى أصدقائه لا يستطيعون تقديم له الدعم لأنهم ببساطة ميسورى الحال ويشفقون عليه بقلوبهم وما بيدهم حيلة ينتظر التفاتة من الرياضيين وجمعية قدماء اللاعبين قضى بن يحيى معمر حياته في إسعاد الجماهير وخاصة عشاق غالي معسكر الذي أفنى عمره في خدمته وخدمة الرياضة لكن ذلك لم يشفع له الآن بعدما أصيب في صحته ولا أحد تذكره وهو يعاني قساوة هذه الحياة وزاده المرضى وأثر على نفسيته وأصبح محسورا من شدة الإكتئاب ويقول لو كنت بصحتي لما إحتجت الى أحد لكن المياه أخذ وعطاء وتعاون وتضامن وما يتمناه بن يحيى معمر اليوم هو إلتفاته الرياضيين وخاصة جمعية قدماء اللاعبين بمساعدته على مواجهة صعوبة المياه فيما تبقى له من عمر ويبقى يحلم أنه قدم للكرة الجزائرية بصفة عامة والكرة المعسكرية بصفة خاصة ولا يتألم لماضيه الذي كان حافلا بالإنجازات الكروية ويحسب بالمأساة في ظل غلاء المعيشة والمؤسف ذكر لنا أنه لا يجد بعض الأحيان حتى الأموال من أجل شراء الأدوية المرتبطة به وتبقيه على قيد الحياة