هي الأيام التي سَرَّتْني وطبعَتْ قبلاتِ الأمل على محيّايَ تنْبُذُني، تُصَنِّفُنِي على الهامش، ها هي الأخاديد تغزو تقاسيم وجهي، وتشهد على أوجاع الليل والنهار، تجسد تقلبات الفصول الأربعة غير آبهة بذلك الماضي المجيد. كنتُ سُنبلة كنت نجمًا كنتُ نبْعا كنت وكنت والآن صِرْتُ رقمًا صِرْتُ مواطنا صرتُ حاضرا بائسا. كنت أشتهي في الأمس البعيد فرحا كانت السعادة بُغْيتي.. أما اليوم وقد هرمتُ لا أريد سوى سنَدا، فاليوم ضعفي أثقلني، جل كلامي أنين.. "أكاذيب الواقع خيبتي، تقلبُ الدهر فاجعتي، سقوط الأقنعة صدمتي." لقد زارني الفرح بعض الوقت وعانقتني السعادة بضع سنين... كم كنت مسرورا! والآن صرت وحيدا. سألبث قليلا وأرحل، سأبكيني الآن وكل عزائي بكائي، سأنشف هذا الكهف الحزين في الصباح الباكر بِكَفّي لا حاجة لي بمنديل. سأبكي ليلي بطوله، وفي الصباح أتبسم مغازلا هذه اللّعوب بوجهيَ الذي عبثتْ به كما تشاء.