سقطت ورقة مالك بوذيبة من شجرة الشعر الجزائري الأسبوع الماضي، وفي هذا العدد من كراس الثقافة يستعيد كتاب وشعراء من جيله وجه صديقهم في اللغة وفي الحياة، في إنشاء حميم أملته صدمة الرحيل المفاجئ لشاعر ذهب دون أن يذهب بمشروع الشعري إلى مداه، على أمل أن ينتبه الدارسون إلى أثر الرجل، فيما يلي ردود الفعل الآنية. لكأن أحدنا مات سيف الملوك سكتة كطعنة مات مالك فتذكرت أني حي وأنه لم يكن ميتا بعد.. والآن سنضع باقة بلاغات على قبره وأختار من الذكريات أنساها.. وهو ينام في الحانوت، ويأكل الياغورت بالفرشاة والسكين.. وهو يرعى الفراشات والنسيان مع جمال بن عمار على الجسر الأبيض، وفي غرفة حسن مساسط الثلاثية الأبعاد (لا يتفقان على قصيدة) كنا نعيش حياتنا الافتراضية قبل الانترنت.. وفي شتاء مقاهي عنابة نحك الكلام ببعضه كيما يضئ ونكتشف النار ثانية.. يخلط عصيري بقهوته، وأخلط قهوته بعصيري، أصفعه ويتحين سهوي ليصفعني ضاحكا.. يا الله لم يكفه الشعر ليحيا.. لم تكفه دموع حسين زبرطعي ولميس كما لم تفلح أبدا في ردع عبد الله شاكري عن الموت.. هل صارت أنوفنا (ياأيها الأعدقاء) زجاجية لا تشم روائح جيفنا تمشي على أرض كانت أمنا..؟ ألم يحتمل قلبه الزورق بلوغ عقله سن الفراشة؟.. يهمس في أذن القلب.. إلى متى نتبادل أدوار الغياب؟ أرأيته يا سليم في سيرتا وعقله برتقالة حتى أن السكران لا يصدق ما يفعله مالك؟ والآن سنتذكر أن لنا دموعا، سنحبه ميتا أكثر مما أحببناه حيا.. سنتذكر شعره.. ونضع عرجون التمر حيث لا يستطيع الوصول إليه "إذا عشت مشتاقا إلى تمرة * فما نفعه العرجون يوضع في فمي" تلك مجالس النميمة، لحم أحلامنا المتساقط.. ومحمد رابحي ميت يرزق والذين شيعنا جنائزهم مازالوا يدبون على أرض تدور على نفسها مالك يا مالك.. هل قررت الموت انتقاما منا؟ ماذا قال ملك الموت لك ليقنعك بالغياب؟ هل أخبرك أن لاعب النرد، والماغوط، والسياب، وبوخالفة، وشاكري، وفاروق سميرة، وبختي، وأمل دنقل، في انتظارك.. هل علي الموت أكثر كي أعرف أخبارك؟ ذلك الكناري الجالس على كرسي موسيقي الآتي من سينية البحتري كان لا يتحدث إلا همسا.. لا يقوى على الصراخ ولا يحب الصارخين على المنابر.. مالك يا مالك لا تغب طويلا لا تفعل هذا بنا.. في سينما "الكرامة" لم يكن يكترث لأحداث الفيلم بل لأحداث الكاميرا يراها من خلال المشاهد يترصد حركاتها وبدهشة بريئة يحدثني عن ذكائها.. كان يحترم حذاءه كان لا ينحني إلا لحذائه بمنديل ورقي يمسح عنه دموع الشوارع.. في بلادي أنا.. في بلاد البلابل.. لا ينحني الناس حتى وهم يحصدون السنابل.. لا ينحني شعراء الحداثة حتى وهم يحصدون المتاه.. وقبل منتصف الليل بعقربين رأيتك وحيدا عض الحزن قلبك فاتكأت إلى جدار.. لم تستطع الكلام فتحدثت إليك لأساعدك على إخفاء حزنك (فقد كان في داخلي ما يكفنا سنة) ولمالك كبرياء النسور التي كانت جسوره نحو رؤاه.. ولمالك أربعة فصول نفسية في اليوم.. دمه الذي لا يعرف لونه أحد تتغير فصيلته حسب إيقاع قصيدته.. بعد أن بلغ سن النبوءة وصار أبا حاول أن يقنعني أنه تغير وحاولت أن أقنعه أني صدقته.. لكنه كان يعلم أني أعلم أنه.. مالك يا مالك هل كنا في التسعينيات في العشرين من عمرنا؟ هل كنا في العشرين من عمرنا في التسعينيات من أحلامنا؟ هل تظن يا مالك أني صدقت غيابك؟ هذه لعبة العبها مع غيري.. ألم أقل لك يا لميس أني سألتقيه هذا المساء.. كان فقر دمك وغنى شعرك منسجمان.. ولم أصدقك يا مالك حتى وأنت "تتسكع في الموت طول الحياة" وتهمس في أذن اللامبالاة "مضى زمني.. وأنا راحل راحل.. أرتدي كفني باحثا عنك يا زمنا لا يبيع دمي" آه يا مالك هل كان الموت متنكرا في زي الحياة؟ كلماتك مازالت معلقة في الهواء وأنا أقطف نجوم أفريل كلها لك.. أعصر الليل في كأسي وأشرب نخب غيابنا -فقد كان الليل عطرك المفضل- مالك يا مالك لكأن أحدنا مات.. هل من هنا يذهب الشعراء إلى موتهم؟ هل ها هنا لا تثير خطاك غبارا.. قل لي يا من حول أصابعه إلى نايات ونفخ في النايات الجنيات.. من منا ابتكر الحزن أولا؟ لم تكن تشبه وجه الشبه وكنت تصفق بلا أدب على خدود العالم.. والآن تستيقظ ورود الجنازات لتتجمل لك.. فالورود التي تأخرت عن موعد العرس لا تتأخر عن موعد الموت يا صاحبي.. كالآتي.. تصرخ في آخر الربمات.. تدق على القلب وافتح.. لا أحد.. لا أحد.. مر الآتي عدة مرات وأنا لست هنا يا بليغ الصفات.. وعندي من الموت متسع، وعندي بيوت من الشعر مغلقة، وعندي من العودة العثرات –هكذان أنا- وكنت تحب الحبر الأسود. هل تظن أني صدقت غيابك.. هذه لعبة العبها مع غيري. فتى الفراشات إلى مالك بوديبة في مهب رؤاه الفتى يعصر الغيم في شفة الورد.. وأشار إلى مطر قادم من غمام مضى.. قال: قد جاء في علم نفس الفراشة أختي الفراشة أن لها حدس الذئب ذاكرة الفيل خفة ظل المساء فحين تطير على غابة الأمازون تغير طقس أوروبا وطعم الفواكه في الصين قال: ومن عادة الياسمين إذا هجرته الفراشة أختي الفراشة أكثر من ليلتين يموت وحدث عن غجر تركوا عندما عبروا في الهواء غناء سيثمر في الصيف فاكهة يفتح الغيب والغيب ملك الإله فارس السر.. والسر أخفاه في صدره ملكان وكان بريئا كدودة قز وفي رقة اليرقات على آلة كهرمائية كان يعزف حزن المساء ويخفي اليعاسيب تحت ثياب العراة فالفتى كان حين يعانقه الموت يحيا وتخرج روحه من شجر الكستناء ويسقط قلبه كالمزهرية من طابق سادس في السماء والفتى.. كان يحمل في رأسه ذكريات البلابل أخطأ ليل خطاه مضى في مهب رؤاه الفتى هادئا كالسلام هادئا كالحمام قال لي: قد رموا فوق جسمي ترابا مشيت عليه كثيرا سأفتح شباك قبري أطل عليكم من اللا هنا وهنا يا هناي نحن كنا معا في الحياة وصرنا معا في الغياب تعثر بالناس.. ظل كلامه يخفي رؤوس جبال تفكر كيف النزول إليه إلى قمر شاحب في المياه ها هنا كنت أجمع وجهي من الماء كان مضى في مهب رؤاه الفتى هادئا كالسلام هادئا كالحمام سيف الملوك سكتة كيف هو الموت يا مالك؟ سهيلة بورزق/ واشنطن هل التقيت الموت أخيرا يا مالك؟ كنت مشدوهة إلى تفاصيل حزنك، كان يبدو لي عميقا تجتمع فيه ألوان الغياب كلّها، كنت أسرق من صمتك أسئلتي لأنثرها على اللغة. كيف هو الموت يا مالك؟ هل هو حقيقي مثلك؟ قبل أيام قليلة.. راسلتني كنت تسأل عنّي وعن غربتي.. في الأخير لا تجمعنا الأقدار إلا لتفرقنا..أمور كثيرة تحدث لنا في حياتنا ولا نتمكن من حبها كما يليق بها..أيّها الكبير في حزنك وقصائدك وقلقك ومرضك لا يمكنني أن أستسيغ خبر غيابك عن الحياة كما لو أنّك انتهيت وانطفأت فجأة.. هذا الشعر الذي يملأ المدينة والأغنيات والأمكنة والأفكار والحزن ومحطات القطار ينتصر لك أخيرا إنّه يصعد بك إلى الله ويعيدك إليك في دهشتك وقيام ساعتك وخلاصك من الأسئلة.. هل التقيت الموت أخيرا يا مالك؟ كيف هو؟ ما لونه؟ ما مقياس رعشته؟ ما لغته؟ أتحتمي بالموت منّا؟ لا أعاتبك..أنت ترحل بدهشة الكبار في صمت، ولا يمكنني البكاء عليك حتى لا أوقظك من رحمة الله فيك. نتعلم من رحيلك كيف أنّ الحياة في شساعتها مجرد نص يكتبنا بلغات مختلفة لا نفهمها ولا نشبهها ولا ننتظر منها أكثر من إجابة.. كيف ترحل وأنا لم أجب على آخر رسائلك إليّ بعد؟ مالك..هل مت حقا؟ هل ستدفن حقا؟ هل ستصمت حقا؟ كيف لم أنتبه في آخر رسائلك إليّ أنّك وحيد كيتم تماما كما تكتب قصيدتك في عزلة تامة؟ كنا نتناقش على الدّوام حول الفكرة واللغة والقصد والمقصود ولوعة الحبر والمجاز اللغوي وفتنة المعنى.. هناك ضوء ما يشعّ في مكانك كدهشة ..أنا لست مجبرة على تصديق خبر غيابك، لكنّني مجبرة على الحزن والصمت لأجلي ..كم سيضيق بي غيابك. للموت أن يتباهى هذا الربيع سليم رزقي/ فرنسا منذ أكثر من عشر سنوات لم نلتق هذا ليس أمر. الأمر أننا لن نلتقي أبدا يا صاحبي لم أره منذ أكثر من عشر سنوات ولن أراه و إلى الأبد... يا للفاجعة كان واحدا من الأصدقاء غير المستعملين و غير القابلين للاستعمال الذين حملت أسماءهم في دمي عندما خرجت من البلاد. عرفته شاعرا على صفحات الجرائد بداية التسعينيات وعندما التقيته قرأت بل و رأيت شعره فيه مالك و شعره كانا الوجه و القفا عكس كثيرين و عندما توطدت صداقتي به اكتشفت أنه ليس من الصنف الذي يكتب بالحبر لقد كان يكتب بدمه عرفته بسيطا و لكنه لم يكن عاديا أي متكررا . هو من الشعراء القلائل الذين يكتبون الشعر و يتركون للآخرين الثرثرة حوله أو الارتزاق من فتاته هكذا عرفت مالك و اعرفه عندما جئت إلى فرنسا بقيت على اتصال به .كنا نتواصل عبر شبكة الفايسبوك .كنت أسأله عن الأصدقاء فكان يجد صعوبة في الرد .كان يقول لي أرجوك لا تسألني سوى عن نفسي .الآن فهمت .كان يريد بالأحرى أن أساله متى سيقول وداعا ... في دردشاتي معه كنت أجده غير راض لم يكن بخير كان ناقما . كان مستاءا كثيرا كنت أسأله عن البلاد فكان يرد بلا أمل لذلك ربما عجل بالرحيل إذن يشاء القدر أن يرحل مالك هكذا وبلا مقدمات . لقد تلقيت خبر موته على صفحات الفايسبوك هنا في فرنسا لم يكن أحد بجانبي لألطمه أو اصرخ في وجهه احتجاجا لم أجد أحدا يشاطرني اللوعة بقيت مسمرا أمام شاشة الحاسوب .لم أصدق إلا بعد أن قرأت عمود صديقي بوفنداسة هنا أحسست بالعرق البارد يتصبب مني . ليس هناك أصعب من خبر موت يأتي من بعيد و موت من موت صديقي الجميل مالك اللعنة على هذه الغربة وللموت أن يتباهى لفصول أحسدكم يا أصدقائي هناك. على الأقل انتم ستعزون بعضكم أما أنا في غربتي وهذه صفحة مالك تقول لي كل مساء أنه Hors ligne. "طوبى لمالك ... طوبى لبقعة الضوء" السلام عليك يا مالك، السلام عليك أقولها لك و أنا أدرك أنك لن ترد عليً هذه المرة ، و لكن لابأس ستكون بخير يا مالك،هل تعرف لماذا؟لأنك لا شك ستجد بقعة الضوء التي فتشت عنها دوما في الحياة و في الشعر و لم تجدها ، ستجدها وحدك حيث لا أحد، و ستغمرك بضوئها و ستلامسها بحواسك اللامتناهية ، و سترى نبع الشعر و بيته الأزلي هناك، كما سترى كائنات كلها طيبة و محبة لن تحسدك علىموهبتك التي حسدك عليها أصدقاؤك من الشعراء ،أحبك القليل منهم و لم يحبك أغلبهم . لا تأسف يا مالك ، لا تأسف حتى لا تأسف نحن، وعلام تأسف ؟ إنك لم تترك وراءك ما يجعلك تأسف عليه سوى بعض الدواويين التي ستباع على الأرصفة و ليس على رفوف المكتبات ، إنك لم تترك وراءك سواء شعراء و كتاب أكلهم الحسد و الحقد من بعضهم البعض و مزقتهم الدسائس و المؤامرات . لابأس يا مالك، فلقد قال صديقنا " مرياش" " العظماء هم الموتى"، لا بأس سأطلبك على رقمك كما كنت أفعل دائما... و سأكلمك ... و سأحمل لك أخبارا سارة عن وضعي الصحي كما تمنيت دائما... و سأحدثك عن سهراتنا المجنونة ،سكتة سيف الملوك و جمال بن عمار. لقد بكيناك يا مالك، بكيناك كما لم نبك أحدا، و شهقنا كما لم نفعل من قبل، و حين أفقنا قلنا " طوبى لك يا مالك طوبى لبقعة الضوء" الشاعر : حسين زبرطعي العائدون من الموت ... مرفوعة إلى الشاعر مالك بوديبة "حيا"... جمال بن عمار ... أيُّها الإحسَاس أأنتَ المدُّ الخاطِرُ المستوقدُ في الأعماقِ المهيمِن على القلب أم أنِّيَ الموجُ المجزور* المنيب إلى البدء أيها الإحساسْ حمَّلتُك، مذْ حمَّلتَنِي الأَنفَاسْ كيفْ ؟ ... ... ... أيُها الآتِي من جبال القندولِ و العنصلْ ، منْ سَاسكْ إلى الرّاسْ* لم تَتعَبْ روحُكَ ، أيْ ، نعمْ لم تَتعبْ وأنت تصعد إلى علياء الشعر /نقطة البعث ، باضبط في قاع اللّغة البوديبية لم تَتعَب روحُك، و منذ قصائِدكَ الأُولى تفتّحتي ميموزة* أين تَبَاهى القولُ بمسرّاتِ الفتح المتبطِن في الذاتْ ،الذات الإنسانية التي هي الوجه ُ الحقيقيّ والملاذ الحيّ الذي يجوهر إختياراتِ الكائنْ لم تَتعب روحُك البتّة في بين الويدان* الجسر الأبيض*... و سيذكرُك أتذكُر كم سهرنا في الحانوت ، وأنت تأكل الياغورت بالسكين ، تضحك ... كلانا ضحكَ من قلبهِ لامن فوق كتفهِ أو من تحت فمِه أتذكر جلستنا في مقهى الجسر، حسين زبرطعي سيف الملوك وأنت تحرِق القصائدْ تقرأ القصائد تلتحِفُ القصائدْ ، لم تنمْ ، إذ تنامُ هي ، __________ لابأس... لم تتعبْ أرواحُكم أيّها العائِدون من الموت / عبد الله بوخالفة /عبد الله شكري / بختي بن عودة فاروق اسميرة ؟ لم تَتعبْ... ذلك لأنّكم تأتون من الموت/ الموت جسرٌ الحياة ُ نقطة فقط ، نقطة عجيبة نقطة تشبهُ الموت تمامًا كهذا الصباح المعلقِ فوق جبال التّردد *.... ---- نقطةٌ أعمق من الفَلسفة وأوسع من الكيمياء أو الرياضات أين يصبح الجسد خلدًا بجسدِ اللّغة ، الرّوحُ خالدة بمعنى النص لم تَتعبْ روحُك أبدًا ولم تمُت ، فأنت حيّ بلغتِك/ جسدُك خالدٌ في معناك/روحُك البوديبية حياةٌ في حياةْ لحظة بلحظة ، كفنٌ لكفنْ ، كيف تصِفُ لكَ دمَك* وهي المفجوعةُ بكَ ، مرجُومة بالهذيان والغَليان والخفقَان أيّها الإحساس، أطلِق إحساسَك لا تنَمْ خُدْهُ إلى الحياة فهذا وقت دامُوس دامِجَانَةٌ يحمِلُهاالإنتظارُ الفتيُّ إلى الكشف ، من سيقرَأ رسَائلكَ إذن ؟ على شاطئ الوحدةِ ، غيرعاشقٍ لَبِقٍ مِجوَادْ ياالله...، خدهُ إلى الخلاصِ وخلِّصْهُ منَ الفقدْ ، طهّرهُ برَحْمتكَ ياالله ، يارب العالمين آمين آمين ---------------- هامش: المجزور: ربما أقصد بها المد والجزر من ساسك إلى الرّاس : لغة أمية يُفسر معناها حسب النص البوديبية :نسبة إلى الشاعر الراحل مالك بوديبة تفتحتي ميموزة :جملة من ايات قصائد الشاع بين الويدان : مسقط رأس الشاعر الجسر الأبيض : شارع بمدينة عنابة كهذا الصباح المعلق فوق جبال التردد : مقطع من مادا تستطيع الفراشة أن تحمله صفي لي دمي :عنوان قصيدة للشاعر يسألني مالك يسألني لماذا أتألم؟ و الجثث اليتيمة أفلت و هي تعزف أشكال سمفونيات العزاء ... " التماسيح و الديناصورات و الفيلة " و تسألني لماذا أتألم يا مالك؟ تسألني لماذا أتألم؟ لقد صدقوا أنك مت يا مالك ... خبر تداوله الذين لا يدركون "أن الشعراء لا يموتون بل يتظاهرون بالموت"... " من يحذرهم من فساد الظنون و من طعنة في الظلام الشفيف " و تسألني لماذا أتألم يا مالك ؟؟؟ تسألني لماذا أتألم ؟ حين نتناول " ما الذي تستطيع الفراشة أن تحمله" و انت تتلو علينا ما الذي يكتب الشعراء و هم خائفون؟ " كما ينبغي أن تخاف الطيور على ريشها" من رذاذ المساء و هم جائعون ... و تسألني لماذا أتألم يا مالك؟ تسألني لماذا أتالم ؟ و كتاب الحداثة يبكونك شعرا وحبا و يبكونك فراق و حسرة حسين ، جمال، سيف ، لميس و الميت الذي يرزق ... يبكونك بكاءا يفقد البصر و لهم أن يبكوا شاعرا رحل من غير وداع...و لأنك تستحق هذا البكاء لإنهم يدركون هذه الفراشة لن تحترق ... و هذا الشاعر في رحمة الله و ستبقى عزيزا في قلوبنا و سوف نحكي لأطفالنا عن مالك في ليالي الشتاء و في كل الفصول