في الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع وصول المنتخبات العملاقة بسهولة إلى أدوار متقدمة من مونديال 2018 الجاري بروسيا ، توالت المفاجآت واحدة تلو الأخرى بخروج هذه المنتخبات في أدوار مبكرة ، ليكون العنوان الأنسب لكأس العالم 2018 «مونديال المفاجآت» ، في انتظار ما ستسفر عنه مباريات الدور ربع النهائي التي ستنطلق غدا الجمعة ، بعد اختتام الدور ثمن النهائي أول أمس الثلاثاء. حامل لقب الطبعة السابقة المنتخب الألماني كان أول المغادرين من بين الفرق المرشحة للتتويج ، حيث لم يتمكن من تجاوز الدور الأول بعد هزيمته المذلة في ثالث مباراة أمام كوريا الجنوبية. ثاني أكبر مفاجأة تمثلت في إقصاء المنتخب الإسباني على يد صاحب الأرض المنتخب الروسي ، في سيناريو قد لم يكن يتوقعه أكبر المتشائمين بمشوار «الماتادور» ، الذي يضم في صفوفه أرمادة من نجوم «الليغا». وإذا كان المنتخب الأرجنتيني قد أثبت عدم جاهزيته لهذا المونديال منذ لقائه الأول أمام إيسلندا ، فإن خروجه هو الآخر قد يعتبره البعض مفاجأة بالرغم من كونه جاء أمام منتخب فرنسي قوي ، خاصة وأن منتخب «التانغو» كان قد أبدى ردة فعل قوية في مباراة نيجيريا بقيادة نجمه العالمي ميسي ، والشيء نفسه ينطبق على المنتخب البرتغالي الذي يقوده صاحب الكرة الذهبية 2017 كريستيانو رونالدو ، والذي أقصي على يد الأوروغواي في ثمن النهائي. وبالرغم من وصول منتخبات لا تقل أهمية عن سابقاتها المقصية في صورة بلجيكا والبرازيل والأوروغواي ، فإن عنصر المفاجأة لا يزال واردا بقوة ، إذ يحتمل جدا أن يتميز مونديال روسيا بتتويج منتخب لم يكن يحسب له أي حساب ولم يكن يتوقعه أحد ، في صورة الأوروغواي التي لم ترفع الكأس العالمية منذ عام 1950 ، وكرواتيا التي يبقى أحسن إنجاز لها في نهائيات كأس العالم هو احتلالها المرتبة الثالثة في دورة فرنسا 1998 ، وبلجيكا التي تشارك بتشكيلة من النجوم التي أثبتت قدرتها على المنافسة على اللقب. لكن طموح هذه المنتخبات قد يصطدم بواقعية العمالقة ، ونخص بالذكر المنتخب البرازيلي الذي كشر عن أنيابه وأنذر منافسيه ، بقيادة نجومه نيمار وكوتينيو وفيرمينيو والقائمة طويلة ، شأنه شأن المنتخب الفرنسي الذي تأهل إلى ربع النهائي ببراعة ، بعدما وضع حدا لحلم الجيل الأرجنتيني الذي يقوده ميسي. وأبان المنتخب الإنغليزي عن صلابة واستماتة هو الآخر ، بالرغم من تأهله الصعب أمام كولومبيا ، حيث يعول على دخول التاريخ من جديد بعد لقب 1966 ، إذ يضم في صفوفه لاعبين قادرين على ذلك في صورة الهداف هاري كين. ويقترح الدور ربع النهائي مباراتين بمثابة نهائيين قبل الأوان ، ويتعلق الأمر بمباراتي فرنسا – الأوروغواي ، والبرازيل – بلجيكا.