تزخر واحة تيوت التي تبعد 82 كيلومترا جنوب النعامة بالعديد من المواقع الأثرية الضاربة في التاريخ ، منها « القصر العتيق « الذي يعد صرحا عمرانيا ومعلما تراثيا هاما، و يتطلع سكان « تيوت « الواقعة بواحات القصور غرب سلسلة جبال الأطلس الصحراوي ، إلى عودة النشاط السياحي بهذه المنطقة ، والعناية بمواقعها الأثرية مع تثمين المنتوج السياحي المحلي، إضافة إلى ترقية مرافق الاستقبال . يعود تراجع مستوى الخدمات السياحية بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة إلى غياب مرشدين سياحيين مؤهلين لمرافقة الوافدين من السياح ، خصوصا الأجانب منهم، فضلا عن قلة البرامج الإعلامية والتحسيسية للمواقع السياحية التي تتوفر عليها المنطقة، منها قصر « تيوت القديم ومسجده العتيق اللذان بنيا مطلع القرن ال 14 ميلادي حسب التقديرات التاريخية بنمط بناء تقليدي وهندسة صحراوية تلائم خصوصيات ومناخ المنطقة ، إضافة إلى 40 بيتا عائليا أغلبها متاحف عرض صغيرة للأدوات التقليدية وأخرى كورشات صغيرة لصناعة التحف اليدوية لعدة منتوجات كالنسيج وسعف النخيل والصوف وغيرها. أساطير تاريخية و نقوش صخرية ولعل ما يميز بلدة « تيوت « تنوع معالمها الأثرية التاريخية والطبيعية، ما يجعلها أحد الروافد الحقيقية للنهوض بالقطاع السياحي بالولاية إذا ما لقيت العناية الكافية ، حيث تجمع هذه المنطقة بين نمط معماري ممثلا في قصرها القديم الذي بني من الطين والحجارة ، ولا يزال يتحدى الزمن والنقوش الصخرية الممتدة إلى العهود القديمة والمناظر الطبيعية التي يقصدها الزوار والعائلات من كافة المناطق ، لكن بشكل محتشم نوعا ما في السنوات الأخيرة . وتعد النقوش الصخرية من أهم المواقع السياحية التي تستقطب السياح ب « تيوت « وأهمها الحجرة المكتوبة التي تروي قصصا وحكايات السكان القدامى الذين استوطنوا بالمنطقة منذ أمد بعيد800 سنة قبل الميلاد حسب تقديرات المؤرخين وغيرها من المواقع التي تحتاج إلى مزيد من التمحيص العلمي وبرمجة جولات سياحية للاستكشاف وغرس الحس والوعي بحماية التراث السياحي والعناية به لدى أطفال المدارس. بئر « عين لحلاف « لعلاج الأمراض الجلدية ومن المواقع الأخرى ب « تيوت « الحاجز المائي الذي يتغذى من ينابيع عين عيسى ،وكذا بئر جوفي يسمى « عين لحلاف» الذي يتميز بخصائصه العلاجية للأمراض الجلدية ، والذي تراجع منسوبه بشكل محسوس، حسبما أكده ممثل عن جمعية القصر القديم لتيوت الذي وصف القصر القديم أنه يتميز بجمال التصميم وقوة أبوابه التي تغلق بالمزاليج ، وصنعت من خشب الرمان أو من جذوع النخيل ، وتتكون بيوته من طابقين: العلوي مخصص للعائلة والضيوف والسفلي لتخزين المؤونة والمواشي ويتوسط قصر تيوت مسجد عتيق وقاعة تدريس القران الكريم تدعى بالأمازيغية « تخربيشت»، وتؤدي إليه كل الدروب ، وغير بعيد عنه توجد ساحة عمومية تدعى» تاسفلت» أعدت للراحة وعقد الاجتماعات. ويتحسر ممثل الجمعية كثيرا لما آلت إليه بناءات القصر بعد انهارت بل واندثرت أجزاء كثيرة من الأسوار والأزقة وأبراج المراقبة الدائرية الشكل وأفران إعداد مادة الجبس التقليدية التي استعملت في بناء سد تيوت قديما وصنع الأواني الفخارية. كما أشار أحد سكان قصر تيوت ومهتم بالساحة والتراث والثقافة الشعبية إلى ضرورة عناية البلدية والجمعيات والمرشدين السياحيين ومديرية السياحة والصناعة التقليدية والخواص بتفعيل دور السياحة كمورد جبائي ومحفز لتقليص البطالة بالبلدية التي تبحث عن استقطاب مستثمرين لإنشاء مشاريع سياحية وورشات لتكوين الحرفيين من أجل إنعاش هذا المورد الاقتصادي الهام، فيما ذهب باحث عضو بجمعية «أصدقاء الأطلسي الصحراوي» لولاية النعامة بالقول بأن إعادة بعث وترقية السياحة التراثية بهذه الجهة من الولاية يمر عبر إعداد تطبيقات الكترونية عبر شبكة الانترنيت وتحرك الوكالات السياحية المحلية في هذا الاتجاه وتوفر ممونين كفيل بإنشاء مواقع الكترونية وخدمات للاتصال والترويج السياحي تسهل تعرف السياح على الوجهات والمسارات السياحية بالمنطقة ودعوتهم لاستكشافها ، كما حث على أهمية تزويد البلدية بهياكل فندقية تستجيب لمتطلبات الوافدين إليها ، إذ هي تقتصر حاليا على بيت للشباب ومنطقة للتخييم لا تتجاوز قدرات استيعابها إجمالا 30سريرا ، كما حث على التفاتة عاجلة لتحديد واضح لمعالم المناطق الأثرية ، وإنشاء مراكز للحراسة والمراقبة بالقرب منها للحد من الاعتداءات والتشويه الذي تتعرض له بعض المناطق العمرانية القديمة وخصوصا محطات النقوش الصخرية. وفي هذا السياق نشير أن المصالح المعنية لمديريتي السياحة والصناعات التقليدية والثقافة سطرت عدة مخططات وبرامج تستهدف بعث المواقع السياحية والتراثية بمنطقة تيوت من خلال تهيئتها وحمايتها كعملية الترميم التي جرت في مراحل بين 2003و2012 ، ومست صيانة الأجزاء المتدهورة من قصر تيوت ، كما تعكف مديرية والصناعات التقليدية على إعداد مخطط شامل لتهيئة منطقة التوسع السياحي بواحة تيوت المقترحة للتصنيف والذي يمتد على مساحة بنحو200هكتار ويجري العمل على ترقية الاستثمارات الموجهة للقطاع السياحي بتيوت باعتماد عدد من المشاريع للدفع بالنشاط السياحي عبر هذه البلدية أهمها مركب سياحي على مساحة8120متر لانجاز مرافق استقبال فندقي مختلفة بطاقة استيعاب تقدرب319 سرير موزعة على93غرفة. وفي الأخير تؤكد الجمعيات والمتعاملين السياحيين محليا على القيمة التاريخية والسياحية للبلدة القديمة لتيوت ويناشدون كافة الأطراف من أجل فتح مسلك سياحي عبر واحات النخيل بالمنطقة فضلا عن إنشاء منطقة للتوسع السياحي ودعم إنشاء الوكالات السياحية بالجهة وتكوين شباب المنطقة في مهن تتعلق بالقطاع من اجل دعم المقصد السياحي بهذه الجهة من الولاية.