فقدت الساحة الفنية الجزائرية أمس مطرب الأغنية الأمازيغية جمال علام، الذي توفي بمستشفى باريس عن عمر يناهز ال71 سنة ، ليرحل تاركا خلفه مسيرة فنية عبقة و أعمالا ناجعة نقشت اسمه من ذهب في السجل الإبداعي الجزائري . جمال علاّم الذي يُعتبر من أبرز الفنانين في منطقة القبائل والجزائر ككل، يختطفه الموت بعد صراع مرير مع المرض، ليُنهي مسيرته الفنيّة التي أفناها في خدمة القضايا الملتزمة و القيم الإنسانية، فهو الذي غنى للتسامح والحرية والعدالة، وكرّس موسيقاه لإبراز معاناة المهاجرين وانشغالات المواطنين، ..جمال علام لطالما اعتز بتراث بلده وهويته، وغنى أمام كبار المثقفين الجزائريين مثل الرسام محمد إسياخم والأديب كاتب ياسين .. وما تجدر الإشارة إليه أن جمال علام الذي ولد عام 1947 بولاية بجاية ، لم يكن يؤدي الأغنية الأمازيغية فقط، بل حتى العربية، حيث تعلم الموسيقى الأندلسية وموسيقى الشعبي العاصمية في المعهد الموسيقي لبجاية تحت رعاية الفنان الشيخ صادق البجاوي، وسنة 1967 انتقل إلى فرنسا للعمل في أحد المسارح بمدينة مارسيليا، وهناك تعرف على عدة فنانين كبار مثل جورج موستاكي، جورج براسانس وليو فيري، وفي عام 1971 عاد للجزائر ليعمل كمقدم برامج بالقناة الإذاعية الثالثة، وأيضا كمدير فني لنادي La Voûte بالجزائر العاصمة ، حيث حاور جمال أسماء كبيرة مثل *ليو فيري * و * مارك اوجري*، وفي سنة 1973 أطلق جمال علام عمله الغنائي الأول * مارا ديوغال * ، ليقدم بعدها سلسلة ناجحة من الألبومات منها * سي سليمان* 1981 و* ساليمو* 1985 الذي نال جائزتين عالميتين ، إلى جانب هذا فقد قدم الفقيد جمال علام الموسيقى التصويرية لعدة أفلام وأشرطة وثائقية، كما شارك كممثل في أكثر من 10 أفلام جزائرية وفرنسية .