يا جدتي العتيقة انْسلّ ردائي نسيتْني عيون القبيلة خلف أسوار الريح كانت أبواب الصحراء موصدة والسماء العطشى قُدّ نطاقها لا أجراس هنا لا مآذن ولا نواقيس الرياح الصفراء ممسكة بزمام المجهول تقطف حدقات العيون تكلّس جذع النخيل تخطف زغب الطير وتستظل بزهر الرمل في قلب الصدفة وجدتني أبحث عن حجَر أسميه كما أشتهي أشكله على هواي حجرا للتبرّك حجرا للصبْر حجرا للتيمّن حجرا للتيمّم أو حجرا لاختلال الإيمان ولاختلال التوازن أو فقط حجرا أرجم به حجر الرجمْ كل شيء هنا يحكي ويتكلم كل شيء هنا له لسان يُسرّ شيئا لكفّ الله كل شيء هنا ينسج أساطيره للرّمل وجوه تتحول لا تمحى ولا تنتفي في الرّمل ذاكرة وعلامات و أوشام لا تحُول لا باللغو ولا بالوهْم اسْألوا عصا جدّي وهي تحط فراشة على مرفإ الريح وهي تخط على جبين الغيْم وعلى حوافّ القمر مذاقا جديدا للحكمة « أبقى من وحي في حجرْ» أعبر الآن الفصول المحتجزة أصعد حيث لا هوة ولا نفق فلتأتوا كثرة إن شئتم جماعات أو فرادى تعالوا من كل فج عميق تعالوا أمما وقبائل تعالوا مِللا طوائف وأحزابا إن شئتم لقد دفنتُني في دمي وغبت مترعة بحكايا أجدادي الذين لن يولدوا