بقلم: الطيب طهوري/ الجزائر السين سؤال يتبدد في هذي البرية تيها يعوي كذئاب تلهث خلف خراف الوقت النازف نارا أخرى .. السين شموس غارقة في حمَّى الصمت، نداء للذاهب في شهوته ممتطيا شهقته كرغاء جمال الصهد الممتد بعيدا في هذي الصحراء السين سراب يتلألأ ظلا للقادم من كفيها وجلا وحرير دماء.. السين سماء لا بدأ لها ، لا غيم لها ، لا أرجاء لها ، لا أسماء.. يرشح جسمي عرقا حين أقبل سرتها شجرا يتطاول نحو الأعلى أكثر .أكثرَ.. يفتح زفرتها ريحا لا هبة، ذاهبة في العمق نداء غجريا ، خمرا وتريا وشواء. السين شتاء.. أتدفأ فخذيها رمانا جبليا، عنبا، فاكهة تلتف كأفعى السدر الرابض في كتفيها أكوانا شاسعة، في شفتيها أغصانا لا سعة ، في النهدين حروبا ودروبا لا تتوقف، تفتح ضلع شواهدها في هذا العمر سعيدا، أنواء تتنازل أو تتصاعد من تربتها إليتها نحو صهيل الرغبة جذع نخيل ، نحو فجاج اللهفة كتفيها حين أضم، الساقين رحيلا نحو الأزرق بحرا يتموج من عينيها الدافئتين الراكضتين رمالا أتمدد تغمرني، أتهجد : سبحانك هذا الملكوتْ.. سبحانك أمطارا تتهاطل تفاحا، خوخا وثنيا، توت.. سبحانك آلهة تزهو شهوتها، تحيا أكثر، ليس تموتْ.. السين حصاد الصيف أو السيف، الظل الغامر قامتها الوارف زنديها وهْي تفوتْ.. السين أصابعها تفرك رمش اللحظة تمسح جبهتها برا أبعد من وجنتها الخمر، واقرب من بسمتها الحر، وأصعب ،أصعب من منتصف الشمس تعانق رجفتها حين سبوتْ. لا أحدٌ، لا إثنين ، خميسا تتأبطني كل مساء ، تروي بخطاها الفيجل ، زعترها .. نرسم دائرة للغلْق ، بعيدا نفتح باب الريح ، صعيدا ندخل سم الخيط رجوما تتبعنا فقها ، حجرا نُرمَى ، نحيا أكثر.أكثرَ. نتمدد في السهل جنونا ، نحضن شاهدنا ، في العمق نغوصَ، نرج الأحجار الحبلى برؤانا ، يخرج من شفتيها / شفتيَّ خرير الماءِ، الصلصال يجدد فيَ ظفائرها ، سمرتها العربيةَ، شيحا للقهوة تأتي من حجل الشهوة ، أسماكا ، أسماكا .. نتمدد في العمق جنوبا، شرقا، غربا ، أو لشمال الصوت الفيروزيّْ سماء.. تختلط الأرض ، جهات البدء، الأسماء ، الأنواء ، الأرجاء .. تحتد الحرب دماء.. السين ربيع العمر ، خريف الليل ، ورود حمرٌ، سودْ السين صعودْ أصعد ُ..أصعدُ.. كتمل الزهو ، ترش روائحها عطر نهودْ لا أحدٌ يغلق باب الرعدِ، الوجدِ هنا. لا فقهَ يعيد البدء هنا.. لا رملَ يزملنا وتدا للشمس العريانةِ . لا ظل يغطي شفتينا الحالمتين بدفء الأنداء.. السين سماء حافلة بالقزحيِّ قريبا من كتفينا.. السين الحور هنا، في هذي الأرض حمام. السين الرفض، الصوت القادم من شفتينا حبلا سريا حبا في هذا العطش اللافح ِ أقمار سلام.