وقع أمس الكاتب ورئيس المجلس الوطني للفنون الآداب عبد القادر بن دعماش بمسرح عبد القادر علولة بوهران ،ديوانه الجديد «سيدي لخضر بن خلوف أمير شعراء الملحون» ، الذي أشرفت على تنظيمه دار أنوار المعرفة ومكتبة الجليس بالتنسيق مع جمعية وحي المثقفين، بحضور جمع من الوجوه الثقافية و الفنية لمدينة وهران. وأكد عبد القادر بن دعماش في تدخله حول هذا الإصدار الجديد الذي تطلب منه 7 سنوات من البحث، نبذة عن الشاعر سيدي لخصر بن خلوف الذي اعتبره واحدا من الأولياء الصالحين الذين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجل تاريخ الجزائر ،فهو ينحدر من قبيلة الزعافرية ذات الأصول الشريفة، مضيفا بأنه من أشهر وأكبر الأولياء الصالحين في الجزائر، حيث قضى بن خلوف، الجزء الأكبر من حياته في بلدة مزغران، مبرزا أن أشعاره، تخطت شهرتها حدود مسقط رأسه حيث ترك رصيدا كبيرا من التراث الأدبي في مجال الشعر الملحون، الذي يعتبره المختصون – حسبه - كنزا وإرثا حضاريا يتغنى به الشعراء منذ القرن ال 16 إلى يومنا هذا، و هو يحتوى على 167 قصيدة في 3 أجزاء ضمن 1200 صفحة جمع فيها المؤلف ما يعرف بالخزنة الكبيرة والصغيرة لقصائد الشعر الملحون التي كتبها سيدي لخضر بن خلوف خلال القرن ال 16 ، مذكرا بأن الديوان مترجم أيضا إلى اللغة الفرنسية من قبل حفيد سيدي لخضر بن خلوف الحاج بوفرمة . كما أبرز بن دعماش خلال الندوة التي نشطها قبل حفل توقيعه لمؤلفه الجديد، أنه لم يتم العثور على كل القصائد التي ألفها، غير أن كنوزه الشعرية المتوارثة شفهيا، تبقى شهادة حية على مر الزمن، مشيرا أن قصائد سيدي بن خلوف تعطي انطباعا أن هذا الولي كان ملما بجميع مناحي الحياة، حيث أرخ هذا المجاهد للكثير من المعارك التي كانت مسرحا لجرائم المستعمر طيلة حياته خاصة معركة بني مزغران، وكان مرجعا هاما أيضا لحقبة مميزة من تاريخ الدولة الجزائرية، ليبقى شعره ترثا أدبيا وتاريخيا يتطلب المزيد من البحث والتنقيب خاصة وأن الكثير من القصائد تبقى مجهولة، كما تفتقر تلك الأعمال التي تركها لنا إلى أعمال تلفزيونية وأشرطة وثائقية.