استقالة الطيب بلعيز رئيس المجلس الدستوري وأحد الباءات الثلاثة التي يطالب الحراك الشعبي برحليها ستفتح الباب أمام الحل السلمي للأزمة السياسية الراهنة ويعجل بنهاية النظام وحكم العصابة المتحكمة في السلطة والثروة حيث يمكن تعيين شخصية وطنية نزيهة ومناصرة للشعب والوطن رئيسا للمجلس الدستوري ليتولى منصب رئيس الدولة خلفا لعبد القادر بن صالح المنتظرة استقالته ثم استقالة أو إقالة حكومة نور الدين بدوي وتشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة تصريف أعمال للإشراف على المرحلة الانتقالية وتنظيم المواعيد الانتخابية والانتقال إلى النظام السياسي الجديد أو الجمهورية الثانية وانتصار الشعب الجزائري في ثورته السلمية برحيل كل رموز النظام القديم الذي راهن على القوة والاستبداد والتزوير وشراء الذمم للاستمرار في حكم البلاد. وقد حاول إفشال الحراك الشعبي السلمي عن طريق التخويف وبث التفرقة وتشجيع النعرة الجهوية والعرقية واستعمال الذباب الالكتروني ووضع الحواجز على مشارف الجزائر العاصمة واستفزاز المتظاهرين لجرهم إلى العنف بدس عناصر مشبوهة وسط المسيرات تعتدي على المواطنين وأعوان الأمن لإثارة الفتنة بين الطرفين وارتكاب أعمال شغب والادعاء بوجود عناصر أجنبية وإرهابية واستعمال القوة لتفريق بعض المسيرات في العاصمة كالرش بالمياه الساخنة والقنابل الصوتية واعتقال عدد من الشباب المسالم وتعرض فتيات لأعمال غير أخلاقية في مركز للأمن الوطني في حي برقي حسب المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام لكن كل ذلك لم ينفع العصابة المغتصبة للسلطة التي تعيش أيامها الأخيرة بعد أن تفرق عنها الجميع بعد أن قال الشعب الجزائر كلمته على لسان الملايين على مدى ثماني جمعات متتالية (ترحلوا يعني ترحلوا وترحلوا قاع ورحيل الباءات الثلاثة وسلمية سلمية). لا تراجع ولا تنازل لقد كان حراكا شعبيا قويا ومنظما ومتحضرا ومستمرا ومصمما على انتزاع حقوقه وتحقيق مطالبه التي لم يحد عنها قيد أنملة يذكرنا بدعوة الرسول (ص) في مكةالمكرمة المتمثلة في السلمية والصبر على الأذى والثبات على المبدأ. فهكذا كان الحراك السلمي يتحرك دون حزب أو زعيم وينتج أفكاره وشعاراته ويحدد مواعيده وينظم صفوفه بنفسه وخاض معركة شعارها الانتصار أو الانكسار فلا تراجع ولا تنازل وهو الذي كان ينشد (نحن ثرنا فحياة أو ممات وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر). فمازالت الحرائر ينجبن الأبطال في ارض الجزائر وما زالت المدرسة الجزائرية تربي الأجيال على حب الوطن وعشق الحرية وسيذهب الفاسدون من الألف إلى الياء بعد سقوط الباء الأولى.