أبناء الصحراء أو أبناء الجنوب في الجزائر الحبيبة لا يختلفون عن سفينة الصحراء الجمل في الصبر والتحمل ،حتى أن صفة ستظل لصيقة بهم بأنهم لا ينفعلون إلا إذا طفح الكيل و بلغ السيل الزبى بلغت الأمور ذروتها. و إن كنت لا أحبذ هذه التفرقة شمال جنوبفالجزائر كتلة واحدة بشماله و بجنوبها إلا أن للأمر خلفية مرتبطة بشعور لازم ابن الجنوب طويلا، و ربما مازال لحد الآن بأنه يعامل على أنه مواطن من الدرجة الثانية ،و كثيرا ما شبهت الجزائر بالبقرة الحلوب ضرعها في الجنوب، و كان من الممكن أن يكون هذا الوضع قنبلة موقوتة يستعملها أعداء الوطن لتقسيمه و زرع الفتنة فيه ،لكن الروح الوطنية العالية لأبناء الجنوب جعلتهم يتصدون لمصل هذه المؤامرات. و عندما تعلق الأمر بالحراك الشعبي من أجل جزائر جديدة كان أبناء الجنوب في الموعد غصت بهم مدن الجنوب شهدت كثبان الرمل شموخهم و هم يلغون ذواتهم و ظروفهم المناخية و الاجتماعية القاهرة و يحملون شعارات موحدة مع باقي أبناء الوطن الواحد ، يحركهم حب الوطن و الوفاء للشهداء الأبرار رحمهم الله. خرج أبناء الجنوب في مختلف المدن الجزائرية بما فيها مدينة بشار بالآلاف يصدحون بالأناشيد الوطن من مختلف الفئات و الأعمار. الأستاذ والجامعي و الطالب، العامل والبطال ،و حتى الأطفال لبسوا ألوان الوطن ترفعهم أكتاف آبائهم لرفع همة الوطن الغالي. أبناء مدينة بشار بالجنوب الغربي الجزائري وعلى غرار باقي مدن الجنوب و مختلف مناطق الوطن حافظ آباؤها بوعي كبير على سلمية الحراك،حرصوا على إلا يخترق صفوفهم من يسيء بالفعل ولا بالكلام،هم أيضا قاموا بتنظيف الشوارع و تزيين جدران الشوارع يحلمون بجزائر أجمل ، فساهموا بكتابة ملحمة جزائرية تلاقت فيها كثبان الرمل بساحل البحر و الحمادات الممتدة بالهضاب والسهول في الوطن الغالي لتظل مضرب المثل للشعوب في الوحدة و العظمة..