تراكمات السنون لا تترك أي حال على عهده وتفاعلات السياسة لا ترغب في الانفراد بريادتها والشعوب هي هكذا في صناعة دائمة للإحداث .. بحراكها ورفضها لكل ضاد لمسيرتها المطلبية.. الشعب الجزائري من طينة تلك الشعوب التي تأبى كل أشكال الحقرة والاستبداد وتاريخه طافح بالأمجاد .الحراك الشعبي الذي اصطبغت الجمعات بألوانه وشعاراته ومطالبه .. كل أسبوع بما فيه ينضح لا لشيء سوى أن السياسة تريد دوما التجديد في كل الأمور قلبا وقالبا .. لا نكون مغالين إذا قلنا أن الجزائريين على اختلاف توجهاتهم يمقتون الحڤرة مقتا بل أنهم لا يطيقون حتى رائحتها النتنة لأنها بكل بساطة حقرة بمفهوم الشعب قبل النخبة. لا شيء يقبل لا الفساد ولا التسويف في الإدارات ولا العبث بالمال العام ولا الاستخفاف بالكرامة الانسانية ولاولا... لأن السيل ادا بلغ الزبى جرف غوره غثائه ليبقى ما يمكث الناس في الأرض والروابي. الحراك عرى عورات محاور عديدة فالخبراء في الدستور يكشفون الثغرات المستترة .. مع أن بعضهم كان من صناع الوثيقة المنتقدة.. والاقتصاديون ينتقدون الأساليب البالية المشبوهة في التسيير الحديث العهد بنا. وفرق أخرى تميط اللثام عن المستور الذي بات في يوم من الأيام الجزائرية من المحدثات العادية في الحياة اليومية.. لكن محكمة التاريخ لها من الأدلة الثقيلة ما تضمد لأجيال وأجيال طالما أن القضية تتعلق بوطن غالي الثمن هو ملك لكل الشعب غير الشعب دون سواه.