التفّ، عمال الجزائر، في عيدهم المصادف للفاتح من ماي حول مطلب واحد وهو إعادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، إلى الطريق الذي رسمه الفقيدان عيسات إيدير وعبد الحق بن حمودة، وإحداث تغيير جذري لبناء جزائر حرّة ديمقراطية تكرّس فيها العدالة الإجتماعية. لم، يكن الاحتفال بعيد العمال المصادف للفاتح من ماي هذه السنة كسابقيه، لتزامنه مع حراك شعبي سلمي بدأ منذ 22 فيفري الماضي ولا يزال متواصلا إلى غاية اليوم، حراك انصهرت فيه كل الفئات العمالية من أجل مطلب واحد وهو بناء جزائر جديدة تحترم فيها إرادة الشعب السيّد وتكرّس فيها العدالة الاجتماعية. خرج مئات الآلاف من العمال، أمس، ليحتفلوا بعيدهم العالمي، على غرار كل عمال العالم، ولكن عمال الجزائر اتّفقوا جميعا أن يكون الاحتفال بطي صفحات الماضي وتكريس قطيعة نهائية مع النظام وكافة رموزه، حيث اجتمع العمال أمام ساحة الاتحاد العام للعمال الجزائريين مطالبين الأمين العام، عبد المجيد سيدي السعيد بالرحيل ومحاسبته هو وكل من كان مسؤولا على التدهور والتقهقر الحالة الاجتماعية والاقتصادية لعمال الجزائر. وهتف المتظاهرون الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، برحيل فوري لسيدي السعيد وأعضاء أمانته الوطنية وطالبوا بمحاسبته عن أموال الخدمات الاجتماعية لملايين العمال، ورددوا شعارات «سيدهم السعيد ارحل سيدهم dégage»، و «سراقين ويقولوا نقابيين…حرروا النقابة..» وغيرها من الشعارات. شعارات الرفض كما برزت شعارات ولافتات مطالبة بإعادة فتح ملف الخليفة وعلاقة سيدي السعيد به، وطالب المحتجون مطولا برحيل سيدي السعيد كونه من أبرز الوجوه المحسوبة على نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة. ولجأت الشرطة لركن عدة مركبات تابعة لها أمام المدخل الرئيس لدار الشعب وأرفقت ذلك بطوق بشري لعناصرها وعززت تواجدها بمحيط دار الشعب، دون أن تمنع أو تحاول تفريق الاحتجاج. وفي هذا الإطار، كان نقابيو الاتحاد العام للعمال الجزائريين قد أعلنوا رفضهم الصريح لاستمرار الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد في منصبه، مشددين على أنه حان الوقت لاسترجاع هذا التنظيم و»إعادته إلى الطريق الذي رسمه الفقيدان عيسات إيدير وعبد الحق بن حمودة».