«أحزاب الموالاة في الجزائر تقرع طبول العهدة الخامسة «؛ »كبرى أحزاب الموالاة تعلن عن تحالف لدعم بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية»؛ أحزاب الموالاة متمسكة بترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة «؛ «أحزاب الموالاة حسموا أمورهم بخصوص العهدة الخامسة «؛ «أحزاب السلطة ترشح بوتفليقة رسميا لعهدة خامسة»؛ إنه غيض من فيض العناوين التي كانت تمطر بها وسائل الإعلام المحلية والأجنبية, المواطن والمواطنة الجزائرية يوميا صباح مساء, مما بدا و كأنه حملة لاستفزاز الرأي العام, تغذي ما سماه الأمين العام للأرندي «الحراك الحاقد على بوتفليقة» وهذا, قبل الحراك الشعبي ضد العهدة الخامسة بأسابيع عديدة . و بذلك يكون الإعلام بقصد أو بدونه, قد أفشل خطة أحزاب الموالاة لإقناع الشعب بدعم «العهدة الخامسة», خاصة أن هذه الأحزاب حافظت على نفس الأسلوب المعتمد في تمرير «العهدة الرابعة», متجاهلة الكثير من المتغيرات, أبرزها الحالة الصحية للرئيس التي ازدادت تدهورا, والتطور الذي أحدثته الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبح مشتركوها يعدون بالملايين, على خلاف السلطة ومن والاها الذين ظلوا شبه أميين في تقنيات الاتصال الحديثة . وما إن اندلع الحراك الشعبي, حتى بدأ التفكك يطال التحالفات, وأصوات التأييد للعهدة الخامسة تخفت لتفسح المجال للتردد, بين التمسك بدعم السلطة, وبين تغيير الولاء لركوب موجة الحراك الشعبي, وهنا أيضا يبرز ضعف أحزاب الموالاة في وضع الخطط البديلة, رغم أن بعض وسائل الإعلام تساءلت قبل الانتخابات الرئاسية بشهور, عما تفعله أحزاب الموالاة في حالة عدم ترشح بوتفليقة للعهدة الخامسة ؟ هو تساؤل بديهي لدى من «يمارس السياسة وفق ما يتطلبه الوضع الراهن وما بعده, بما يصلح الأول او يحول دون فساد الثاني». أما ممارسة السياسة الارتجالية فلن تؤدي سوى إلى حالة التخبط التي آلت إليها أحزاب الموالاة بعد الحراك, وترويض الحشود ينتظر جيلا جديدا من السياسيين ما أصاب صفوفها من تصدع, وقواعدها من ضياع, واستقالات بالجملة للحاق بالحراك ومطالبه. تغير المواقف وكما سبقت لنا الملاحظة حول وضع أحزاب الموالاة في خضم الحراك الشعبي, فإن ما يثير الحيرة ليس في تغير مواقف هذه الأحزاب من الحراك, لأن هذا الأخير تجاوز بكثافته وبمطالبه الراديكالية, مواقف ومطالب المعارضة والموالاة معا, ومعهما كل الماسكين العصا من الوسط , ولكن المثير في الأمر, أن أحزاب الموالاة و خاصة منها الأفالان والأرندي راحا يبحثان عن كباش فداء يعلقان عليها فشل خياراتهما السياسية, ورهانهما الانتخابي, وطفت إلى السطح تصريحات قيادييهما تتملص من مسؤولية هذه الخيارات, رغم أنها خيارات زعمت أحزاب الموالاة أنها تحظى بمساندة و دعم 4 أحزاب كبرى تستحوذ على أكثر من 61 % من مقاعد المجالس المنتخبة الوطنية منها والمحلية, ومعها 15 حزبا تمثل مختلف العائلات السياسية في البلاد, مستعدة هي الأخرى, لتقديم يد المساعدة والتأييد, وجبهة مناصرين قوية بعديد من الجمعيات والمنظمات الجماهيرية والاتحادات المهنية والتنظيمات النقابية والطلابية والنسوية وتجمعات العمال والفلاحين والتجار والحرفيين ورؤساء المؤسسات مع انتشار وتواجد هؤلاء الأنصار في جميع بلديات ومداشر الجزائر... وفريق من الشخصيات البارزة الخبيرة في مجالات تنظيم وتأطير وتسيير وإدارة وتنشيط الحملات الانتخابية, وعلى دراية بأوضاع البلاد والعباد...وسيرة ذاتية غنية بالمؤهلات السياسية والعلمية وبالمنجزات الملموسة وبالخبرة في القيادة وتسيير الشأن العام... برنامج انتخابي واقعي يأخذ بعين الاعتبار احتياجات العباد و إمكانيات البلاد في ذات الوقت...مصدر تمويل شرعي , لتغطية نفقات الحملة الانتخابية ...فريق إعلامي متعدد الوسائل واللغات لضمان الترويج الانتخابي وفوق ذلك كله, جمع حوالي 5ملايين و860 ألف توقيع لتزكية و دعم مرشحهم للرئاسيات المؤجلة ؟ و لعل الدرس الواجب الاستفادة منه بالنسبة لجميع الأطراف فيما تشهده الجبهة الداخلية من تجاذبات هو أن أي نظام سياسي لا يبنى بالحشود التي تجمعها وتفرقها العشوائية. إنما يحتاج إلى التوظيف الجيد لهذه الحشود البشرية وفق خطة محكمة يسهر خبراء الليالي, لوضعها مع خريطة طريق لتجسيدها ميدانيا , و هو ما يتطلب من جميع من لم ينجح في استغلال ما توفر له من فرص و توظيفها في توجيه الحشود الداعمة له فيما يحقق تطلعات الشعب, أن يجرب حظه في نشاط آخر غير النشاط السياسي, لأن من تقاليد الديمقراطيات العتيدة, أن تترك القيادة التي فشلت في مهامها, موقعها لقيادة جديدة قد يحالفها النجاح, ويبدو أن جبهة التحرير هو الحزب الوحيد إلى حد الآن الذي سلك هذا الطريق من خلال تغيير قيادته عبر الصندوق , شريطة أن تتفادى القيادة الجديدة منهجية «الاحتفال بالنصر قبل الأوان» فيما ستخوضه مستقبلا من معارك سياسية لأن ذلك مجلبة للحسد إن تم وللشماتة إن لم يحصل, من قبيل أين اختفت أحزاب الموالاة ؟ والدعوة إلى إحالة حزب منها على المتحف, ولماذا يلتزم هذا الحزب الصمت ؟ فضلا عن تسفيه أي موقف يصدر عنها بالسلب أو الإيجاب ...