أثارت عملية قطع ال 13 شجرة المعمرة التي تعود الى أزيد من قرن من الزمن بالحديقة العمومية المسماة «منتزه الياسمين «المتواجدة وسط بلدية ارزيو جدلا كبيرا وسط المواطنين و المهتمين بالبيئة الذين عبروا عن استياءهم الكبير من هذا التصرف الشنيع في حق البيئة الذي لجأت اليه بلدية ارزيو من خلال أحد المقاولين الذي أوكلته بقطعها أمام مرأى الجميع وإزاحتها . وهو ما شوه الحديقة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية و التي كانت وجهة للسكان خاصة المسنين لقضاء أوقاتا مريحة تحت ظلال هذه الأشجار المنتصبة التي كانت تزين الواجهة وجعلتها تبدو خرابا خاصة و أن سقوطها بعد القطع تسبب في تحطم بعض أجزائها التي كانت مصنوعة من الألواح ، حيث أكدوا بأنهم اندهشوا لهذا الأجراء و الذي جعلهم يطالبوان باستفسار عن الدوافع و الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ما وصفوه بالجريمة و اعتبروه تعد صارخ في حق المحيط و الطبيعية و مسح لجزء من الذاكرة الجماعية لسكان المدينة ، خاصة و أن قطع الأشجار بهذا الوسط من المفروض أن يخضع لجملة من الاجراءات القانونية يشرك فيها مختلف الفاعلين من تهيئة عمرانية و البيئة و الجمعيات المهتمة ، و أشاروا في هذا الإطار إلى أنه لولا تدخلهم كسكان لمنع هذا التجاوز و كذا إبلاغ مصالح الأمن لتواصل هذا الانتهاك . و هو ما أكدته جمعية «كاب فار للتنمية و المواطن « التي أوضحت بأنه بمجرد وقوفهم على التعدي على الأشجار قاموا بالتوجه إلى البلدية من أجل معرفة أسباب هذا الإجراء إلا أنه تم منعهم من قبل حارس البلدية من الاتصال بأي مسؤول أو نائب ، و رفضوا منحهم أية توضيحات ، الأمر الذي استدعاهم الى ايداع شكوى لدى و كيل الجمهورية بمحكمة ارزيو من أجل التدخل ووضع حد لهذا التعدي الصارخ في وجه البيئة ، أكد خلاله رئيس الجمعية بركة محمد بأن رئيس البلدية أضحى يتخذ قرارات ارتجالية فبعد إقدامه سابقا على قطع ثلاثة أشجار من فصيلة الكاليتوس على مستوى السوق القديم وسط المدينة ، تفاجؤوا صباح يوم 29 أفريل المنصرم بقيام أحد الاشخاص بقطع أشجار معمرة بالمنشار الكهربائي على مستوى الحديقة العمومية المسماة «منتزه الياسمين» و هذا في غياب مصالح البلدية التي كان من المفروض أن تقوم بمرافقة عملية زبر و قطع الأشجار و نوه الى انه بعد اتصالهم بمصالح الأمن و ابلاغهم عن هذا التعسف أكدت بعد تحريها بان المقاول المكلف بعملية التزيين و القطع له رخصة من البلدية ، و أشار رئيس الجمعية بأنه بفضل تدخل الشرطة تم وقف هذا الجرم في حق الطبيعة . يأتي هذا في الوقت الذي صرح فيه رئيس لجنة التهيئة و التعمير ببلدية ارزيو ضيف عمر ل «جريدة الجمهورية» بأن عملية قطع الأشجار قام بها متطوع بإيعاز من بلدية ارزيو التي طلبت منه إزالتها باعتبار أنها أشجار ميتة رغم انها معمرة ، و كانت تشكل خطرا على المواطنين و المارة ، و أشار إلى أن ردت فعل السكان و الانتقادات القوية هي التي جعلتهم يوقفوا هذا الإجراء رغم أنهم كانوا يسعون الى إزاحة الخطر عن المواطنين و إعادة الاعتبار لهذه الحديقة و تزيينها بالمساحات الخضراء و الورود .