- التجار يتحفظون على معايير المكونات بحجة سر المهنة والقارورات البلاستيكية تجلب من المصانع ▪استخدام نسبة مرتفعة من حمض الستيريك في العصائر يسبب القرحة المزمنة المؤدية للسرطان بحلول شهر رمضان الكريم تتكرر نفس المظاهر التي تختفي بمجرد انقضاء شهر الصيام والقيام ولعل أبرزها عودة تجارة بيع «الشاربات» إلى جانب طاولات عرض الحلويات الشرقية كالزلابية والشامية التي تكتسح واجهات المحلات والأسواق وتكاد لا تخلو أيضا موائد الإفطار طيلة أيام الشهر الفضيل من هذه المشروبات المحضرة بطريقة تقليدية والمعبأة في أكياس شفافة وقارورات بلاستيكية مجهولة المصدر تعرض في ظروف غير صحية بألوان ونكهات متنوعة تفتح شهية الصائمين وتجذب العيون قبل البطون والغريب في الأمر أن هذه المنتوجات التي تفتقد للوسم ولا تحتوي على ملصق يتبت تاريخ صلاحيتها ولا حتى يحتوي على بيانات تتعلق بالمواد المستخدمة فيه ولا نسبتها المئوية لمعرفة مدى مطابقتها للمعايير الصحية لكن الإقبال عليها منقطع النظير إلى درجة نقاط بيع العصائر أصبحت فوضوية وتجدها في كل مكان حيت توسعت إلى وسط التجمعات السكنية أين تعرض طاولات بيع الشاربات الرمضانية في الفترة المسائية ومع إقتراب موعد اذان المغرب تنتعش تجارة هذا المشروب التي باتت مربحة لبعض الشبان الذين يعولون على الخروج قليلا من قوقعة البطالة مما أدى إلى انتشار الطاولات في كل ناحية بأغلب الأزقة والشوارع مثلما لوحظ بالأحياء الجديدة التي لا زالت معظم محلاتها التجارية مغلقة وغير مستغلة لتحل محلها طاولات بيع الخضر والحلويات وأيضا الشاربات على غرار قطب بلقايد وايضا مجمعات عدل السكنية بالسانيا وحتى الأحياء الشعبية على غرار حي الحمري ومديوني والمدينة الجديدة ووسط المدينة لا تخلو من هذه المظاهر حيث سألنا احد الشباب الذي يعرض الشاربات التقليدية بإحدى الطاولات على بعد أمتار من القنصلية الاسبانية في قلب المدينة عن مصدرها فاكد انه يقتنيها من صاحب محل معروف بصناعة الشاربات وصاحب شهرة واسعة بحي الحمري ليعيد بيعها قرب سوق لاباستي مؤكدا ان هذا الشخص يمون الكثير من التجار الذي يغيرون نشاطهم في رمضان ويعرضون قارورات الشاربات بألوان زاهية في واجهات محلاتهم على غرار أصحاب محلات البيتزا و الكارنتيكا وبالفعل وجدنا احد المحلات بشا ع العربي بن مهدي وتحديدا في المكان المعروف بالاقواس يروج.لهذا المشروب بطريقة مغرية تسيل اللعاب حيث يعرض قارورات الشاربات وسط الفواكه الطازجة حسب النكهة كالاناناس والفرولة والموز وهو ما جعلنا نقترب منه ونسأله عن المكونات المستعملة إن كانت طبيعية ام لا لنتفاجأ بتصريح غريب حيث اكد لنا صاحب هذا المحل أن هذه العصائر اصطناعية ويتم تحضيرها من طرف احد معارفه بينما طريقة عرضها مع الفواكه فهي مجرد تمويه لجلب الزبائن وعن مصدر القارورات البلاستيكية فهي تجلب من المصانع التي تنتج المشروبات التي تباع في السوق لكن بدون مغلفات حيث يشتريها من صاحب المصنع بسعر مناسب تم يقوم بتعبئتها وبأسعار تتراوح ما بين 100و120دج للتر وهو نفس السعر متداول لدى الباعة الموزعين داخل سوق لاباستي انطلاقا من مدخله اين حول صاحب محل بيع الكارنتيكا نشاطه إلى عرض الزلابية والشامية في رمضان إضافة الى أكياس الشاربات على أساس أنها عصير أصلي لمشروب بوفاريك في حين ان سعر الكيس يقل ببعض الدنانير عن سعر القارورة بين 60او 70دج ونظرا للإقبال الكبير على المحل فقد أصبح من الصعب الولوج إلى السوق بعض الظهيرة شباب يعرضون شاربات تحت أشعة الشمس تظهر عليه ترسبات وحسب احد المشترين فانه يفضل شراء هذا المشروب في كل رمضان من هذا المحل المعروف على أن يلجأ لأصحاب الطاولات لجودة العصير من حيث الطعم حسب ما صرح به لأنه بالفعل لا يعلم كيف يحضر. وحاولنا أن نسأل التاجر عن مكوناته فرفض بحكم أنها من اسرار مهنته كما لا حظنا في جولتنا أن بعض الشباب الذين يعرضون الشاربات تحت أشعة الشمس بالسوق تظهر على القارورات ترسبات للعصير وظهور طبقتين بلونين إحداها شفافة وقارورات أخرى بداخلها كتل متفرقة من العصير وعندما استفسرنا البائع فقال لنا هذا عصير وليس مشروب غازي فعليك بتحريك القارورة وخلطلها للحصول على عصير متجانس ونفى ان يكون هذا المشروب قديم وغير صحي في حين يؤكد المختصين ان صلاحية المشروبات من عدمها تظهر في الشكل واللون ووجود كتل وترسبات دليل على قدم المنتوج أو انه بدأ يفسد خصوصا إذا تم استعمال الحليب لتغيير لون العصير وعرضه للبيع في السوق كما أكده خبير في التغذية ومختص في مراقبة الجودة السيد حريز الذي حذر من شراء المشروبات التي لا تتوفر على البيانات ومجهولة الصنع والمصدر رغم انه صرح بذلك في كل مناسبة مرارا وتكرارا ومع ذلك يتكرر نفس السيناريو مع ان المستهلك يجهل تماما طرق إعداده والتي تفتقد للمقاييس الصحية انطلاقا من استخدام مياه غير معلومة المصدر وايضا كميات من حمض الستريك لإعطاء حموضة للمشروب بنسب مجهولة والتي إن تجاوزت الحد المطلوب تصبح خطرا على المعدة ومن مسببات القرحة الحادة المسببة للسرطان نتيجة ارتفاع حمض «البي أش» في المعدة وقد تكون أعراضه وخيمة وخطيرة قد تؤدي الى الوفاة كما اكد ان المواد الفزيوكيمائية لا تملك قيمة غذائية لمشروب الشاربات مما تنذر بخطورته وعليه يتعين اتخاذ إجراءات استعجالية لتفادي انتشار تجارة هذه العصائر مجهولة المصدر للحفاظ على الصحة العمومية خصوصا وان هذه المشروبات تباع أمام اعين مصالح التجارة التي لا تفرض مراقبة دورية لهذا المنتوج