تدور أحداث المسلسل الرمضاني « مشاعر « الذي أخرجه وكتبه المخرج التركي محمد كوك في قالب رومانسي درامي، حول قصة « زهرة « التي أدّت دورها سارة لعلامة ،..هذه الأخيرة التي تهرب ليلة زفافها من الجزائر إلى تونس، وهناك تتعرف على رجل الأعمال المتزوج الطاهر»حسان كشاش»، الرجل الغني والغامض والقوي، وسرعان ما يلحقها خطيبها عمار « نبيل عسلي « رفقة أخيه محمود «عادل شيخ» ، للبحث عنها في تونس واسترجاعها. قصة المسلسل مشوقة متشعبة و تشبه كثيرا المسلسلات التركية التي تحمل الكثير من «الأكشن « ، فالعمل الدرامي طغت عليه المشاهد البوليسية والخدعة أكثر من الرومانسية، وعنوان « مشاعر « أراه بعيد ا كل البعد عن أحداث القصة التي اتسمت بالتشويق والغموض، وربما هذا هو سرّ نجاح المسلسل الذي تألقت فيه أيضا الممثلة التونسية مريم بن شعبان « زوجة الطاهر» التي اكتشفت أنها مريضة بالسرطان، وفي نهاية الجزء الأول تقتل زهرة خطيبها عمار بعد أن هاجمها وحاول انهاء حياة سي الطاهر. من وجهة نظري أن المسلسل نجح بشكل كبير ، خاصة من حيث الإخراج والموسيقى ، وفخامة العيش الذي يبرز حياة الأثرياء أينما كانوا ، لكنه يبقى عملا ذو نكهة تركية ، لم نشعر أبدا أنه إنتاج مشترك بين الجزائروتونس، ولم نلمس فيه تلك الروح العربية ولا العادات والتقاليد المغاربية التي انعدمت تماما في المسلسل ، لذالك أرى أن القصة تركية بكل وصفاتها وتفاصليها، إذ أن الأحداث برزت فيها الدراما البوليسية إن صح التعبير ، أكثر من المشاعر التي عنون بها المسلسل. كل هذا يجعلنا نتساءل عن واقع الإنتاج التلفزيوني الجزائري، الذي نلمس في كل مرة نقصا في نقطة ما، إمّا الإخراج أو السيناريو ، الذي يعتبر أيضا من بين المشاكل التي يعاني منها الإنتاج التلفزيوني في الجزائر، إذ نادراً ما نجد إنتاجا جزائريا ناجحا مئة بالمئة.. ففي ظل التفتح على الديمقراطية ومحاربة الفساد والبيرقراطية، لا زال الفن متدهورا ببلادنا، كيف لا ؟ ، و الأموال الطائلة كانت تصرف على المسلسلات بدون مراعاة ومراجعة العمل المقدم للإنتاج ، خاصة في ظل وجود قطيعة بين المنتجين والمخرجين والأدباء ، لاسيما الروائيون منهم،كل هذا وجود تخلف فكري وفني، يطغى على الأعمال الفنية سواءً التلفزيونية أو السينمائية .