تشهد معظم المدارس القرآنية والمساجد بالبيض إقبالا كبيرا للأطفال مع بداية كل عطلة صيفية، حيث تحرص العائلات البيضية مع نهاية كل موسم دراسي على تسجيل أبنائها للالتحاق بهذه المدارس والزوايا لتعلم وحفظ القرآن الكريم، على أيدي شيوخ وأئمة مؤهلين ومتطوعين. فور انتهاء السنة الدراسية حتى يحمل الأطفال معهم اللوحة والقلم الخشبي و« الدواية « وهي قنينة الحبر التقليدي، ويتجهون إلى المساجد أو الزوايا والمرافق الدينية المنتشرة بالمنطقة، لتعلم أجزاء من كتاب الله ، والتي تُعوّل عليها العائلات خاصة في فصل الصيف لتعليم أبنائها جانبا من العلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم، لأن أغلبهم لا تتاح لهم فرصة الالتحاق بالمدارس القرآنية أثناء الموسم الدراسي. وتبقى مدن دائرة بوقطب رائدة في هذا المجال نتيجة للأقسام المفتوحة، إلى جانب المدرسة القرآنية التي تبقى نموذجا في تخرج دفعات القرآن الكريم، إلى جانب أنها تحتوي على النظام الداخلي مما ساعد الطلبة على الإقبال والاستقرار بها . وفي هذا السياق عبرت أم ل3 أطفال عن فرحتها الكبيرة بإقبال أطفالها على المسجد العتيق الموجود بالحي خلال كل عطلة صيفية لتعلم القرآن الكريم ، مما ساعدهم على تحسن قواعد اللغة العربية لديهم وأيضا ساهم هذا النوع من التعليم في تطوير مستواهم وتوسيع مداركهم التعليمة، وبالتالي الحصول على نتائج دراسية جيدة، ويرى أولياء آخرون من جهتهم أن لجوءهم إلى هذا النوع من التعليم في فصل الصيف يعود إلى تخوفهم من أوقات الفراغ الطويلة لأبنائهم ، ووقوعهم في وحل الآفات الاجتماعية، في ظل انعدام وسائل التسلية والترفيه في مثل هذه المناطق من جنوب الوطن. وقد أجمع أغلب التلاميذ أن العطلة الصيفية تعد فرصة لا تعوض لحفظ القرآن الكريم، رغم أنهم يتابعون ذلك خلال الموسم الدراسي، إلا أنهم خلال هذه الفترة يتفرغون أكثر لتعلم الأحاديث النبوية والسور القرآنية، وفي هذا الصدد يقول محمد وهو تلميذ في الطور الثانوي « : لم أتمكّن وبسبب البرنامج التعليمي المكثف من الالتحاق بالمدرسة القرآنية، لكن خلال العطلة الصيفية أغتنم الفرصة لأتردد على مسجد الحي ، لقد عاهدت نفسي على ختم كتاب الله خلال هذه العطلة»، أما عائشة ذات ال14 ربيعا فأعربت عن رغبتها في تعلم وحفظ القرآن الكريم خلال العطلة الصيفية، لأن لديها الوقت الكافي لذلك، وهي تدرس وتحفظه بالمنزل تحت إشراف مدرستها وقد حفظت نصفه تقريبا. وتعتمد عملية التعليم على كتابة آيات الذكر الحكيم على الألواح وحفظها والقراءة الجماعية للحزب المقرر وعرضها على المدرس ومحوها بعد ذلك قبل الانتقال إلى سورة جديدة ، إلى جانب تعليم الكتابة والترتيل الصحيح ومخارج الحروف، ويقول الحاج الشيخ إمام بمسجد العتيق أننا نستقبل أعدادا كبيرة من مختلف الأعمار خلال كل عطلة صيفية، وقد لاحظنا خلال السنوات الأخيرة رغبة واهتماما كبيرين للأولياء بخصوص توجيه أبنائهم نحو المدارس القرآنية ، ويفضل عدد من الأئمة ومدرسي القرآن الكريم بمدن وقرى ولاية البيض تخصيص أقسام خاصة لاستقبال الأطفال الراغبين في هذا النوع من التعليم خلال العطلة الصيفية لتخفيف الضغط على المدارس القرآنية، علما أن ولاية البيض واحدة من الولايات التي يتوج طلبتها بالمراتب الأولى وطنيا في حفظ القرآن الكريم.