يتعزّز الحراك في جمعته العشرين بذكرى تؤرّخ لمكسب وطني ، هو من أكبر المكاسب التي حققتها الثورة الجزائرية ، أ لا وهو ذكرى عيد الاستقلال الذي يصادف الخامس جويلية من كل عام و يتزامن حراك الجزائريين مع الذكرى ال 57 لاستقلال البلاد و استعادة السيادة الوطنية على الأرض و الثروة و الإنسان أيضا . و يأتي عيد الاستقلال و الوطن يعيش مخاضا كبيرا يرجى من خلاله قلب وضع و التحول إلى وضع آخر، يأمل من خلاله الشباب الذين خاضوا الانتفاضة في أول عهدها أن يكون بادرة صحيحة و مصوبة نحو التغيير و قطع العلاقة مع الممارسات السابقة للنظام المعشش منذ الاستقلال و الذي يريدون تغييره نهائيا و العبور إلى نظام جديد في كل المجالات و اطلاق روح المبادرة لكل فئات المجتمع في التعبير عما تراه كنموذج حكم لا يستثني أحدا. إنّ الدلالة التي يحملها الخامس جويلية للحراك تتمثل بالدرجة الأولى في التأكيد أنّ الشباب في البلاد ما تعلّق بالذين قادوا الثورة أو الذين يبنون اليوم البلاد لا فرق بينهم و تجمعهم رابطة حبّ الوطن و العيش له و من أجله و لا مزايدة ضدهم في الذود عنه و الوصول به إلى بر الآمان . و تحمل ذكرى عيد الاشتغال رمزية فريدة من نوعها للشعب خاصة شبابه الذي عاد إليه المشعل من آبائه و أجداده المجاهدين و كان لزاما عليه العبور إلى معركة التنمية و التشييد بعيدا عن الديماغوجية التي حاول النظام الترويج لها من خلال تشبثه بمكتسبات الثورة و الاستقلال أيضا و بقائه جاثما على كل المبادرات و محاولة تبني كل الانجازات و كأنّ الشباب الذين كوّنتهم المدرسة الجزائرية و الجامعة إنّما غير قادرين على المبادرة و الابداع . 5 جويلة وقفة تاريخية تمكّن الحَراك الشعبي من مواصلة ما بدأه منذ شهر فبراير وأيضا ما ضحى من أجله الآباء و الأجداد . و يوجد الحراك اليوم أمام حتمية مواصلة ما بدأه بعزيمة الأولون من الأجيال التي مضت قبله مع تعزيز الجبهة الداخلية نفسها كضرورة حيوية مما يفسر تمسك الشباب بمبدأ انتقال السلطة. و إن كان في 1962 قد تجلى عزم الشعب في نيل الاستقلال فإن 5 جويلية 2019 إنّما هو يوم مشهود بامتياز من أجل عقد مقارنة موضوعية بين ما كان عليه شباب الثورة الكبرى و ما يجب أن يكون عليه شباب اليوم أنّه عيد لاستذكار تضحيات مليون ونصف المليون شهيد ، عيد الاستذكار ملاحم الآباء والأجداد وحدة الجزائر الجغرافية و الديمغرافية و التاريخية و «الهويّتية» و أخذ العبرة و تجاوز العقبات.