كرمت مؤسسة دار العلم للبحث والمرافقة ببلدية العطف ولاية غرداية المؤرخ زغيدي محمد لحسن بوسام الوسطية والاعتدال في طبعته الثانية، في حفل حضرته عدة أسماء معروفة على المستويين المحلي والوطني، ويأتي هذا تزامنا مع إحياء الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب. وقد قدم البروفيسور زغيدي قبل تكريمه موضوعا حول استخلاص قيم اللحمة الوطنية من مسيرة أبطال الثورة التحريرية، أين أبرز أنّ اللحمة الوطنية تشمل قيما سامية متمثلة في الديانة، اللغة، الهوية، كما قام الباحث في الحركة الوطنية وتاريخ الثورة التحريرية بالغوص في عمق الذاكرة الجزائرية، من خلال الوقوف على أبرز المحطات التاريخية التي صنعت مجد الجزائر، منذ تأسيس حزب نجم شمال إفريقيا إلى مؤتمر الصومام، فثورة نوفمبر المظفرة، وصولا إلى نيل الحرية والاستقلال. وقد تميز اللقاء بحضور الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور أحمد ميزاب، صاحب وسام الاعتدال والوسطية في الطبعة الأولى الماضية، والذي استعرض الجهود الحثيثة للجيش الوطني الشعبي في تأمين حدود الجزائر، والحفاظ على أمنها، ومجابهة التهديدات المختلفة، التي تستهدف الجزائر في أمنها ووحدتها، داعيا المجتمع المدني إلى التحلي بروح اليقظة المستمرة، وإلى اتخاذ محطة ذكرى عيد الاستقلال لاستذكار تضحيات الجزائريين، الذين كانوا رجلا واحدا، أبوهم الإسلام، وأمهم الجزائر، ناصحا كافة الشباب بالتأسي بصناع مجد الثورة الجزائرية، والحذر من الانزلاق وراء مكائد العدو، الذي يواصل مساعيه لبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، كما ركز أحمد ميزاب في مداخلته على أن الجزائر لا زالت بخير رغم التحديات التي اجتازتها وستظل، رافضا بث اليأس الذي يغرسه الأعداء في نفوس شباب الأمة بشتى الأساليب، لتدمير معنوياته، والزج به في الفوضى الهدامة. ومن جهته، أكد الأستاذ رشيد ولد بوسيافة على أحقية البروفيسور زغيدي لهذه الالتفاتة الطيبة من عمق الجنوب الكبير، نظير أعماله الجليلة في تنشئة الأجيال على حب الوطن والحفاظ على ذاكرته العريقة الحافلة بالبطولات، مثمنا أصحاب المبادرة على تسليمهم هذا الوسام الرمزي لهذه القامة الوطنية، داعيا الشباب الاقتداء بمناقبه الحميدة وفي مقدمتها الاعتزاز بالوطن والسعي لبنائه فكريا. يُذكر أن وسام الوسطية والاعتدال، تسديه سنويا مؤسسة دار العلم للبحث والمرافقة رمزيا للشخصيات الوطنية، التي ساهمت في نشر ثقافة التعايش والاعتدال والوحدة الوطنية، ونبذ الفرقة والتعصب والكراهية.