يضاعف نقص المعدات و التجهيزات الطبية بمستشفيات و مؤسسات الصحة بغليزان من معاناة المرضى بالرغم من الميزانيات الكبيرة التي ترصد لهذا القطاع بالاضافة الى النقص الفادح في الأطباء الأخصائيين في بعض التخصصات كأمراض القلب و الشرايين و الأشعة يدفع بالعديد من مرتادي المؤسسات و الاستعجالات و العيادات و المراكز الصحية الدخول في رحلة بحث عن العيادات الخاصة لتلقي العلاج المتخصص و في أغلب الأحيان لاجراء التحاليل المخبرية و الأشعة و غيرها من الخدمات التي تفتقدها مؤسسات القطاع العام . و يبقى سوء تسيير بعض المؤسسات الصحية و تردي الخدمات بها من المشاكل الرئيسة التي تواجه المرضى يوميا فضلا عن قلة التجهيزات و الادوية و المعدات الطبية و الجراحية اضافة الى التاخر في صيانة بعض الأجهزة المعطلة بالعديد منها الأمر الذي يفاقم مشاكل مهنيي القطاع مع معاناة مستمرة للمرضى حيث يشتكي العديد من المرضى من تأخير مواعيد الفحوصات الاشعاعية أو السكانير أو اجراء التحاليل أو الخضوع للعمليات الجراحية و لاسيما المستعجلة التي يستفيد من مجانيتها العديد من الميسورين في حين يحرم منها عديد المعوزين و سوء المعاملة التي يتلقونها من بعض الأطقم الصحية و استفحال مجموعة من الظواهر السلبية و مشاكل عديدة يعاني منها الكثيرون مثل الإهمال ، التقصير ، المحسوبية و الوساطة كلها تفاقم من حالتهم المرضية و مستشفى غليزان لا تقل مشاكله عن بعض المؤسسات . كما أن هذه النقائص التي تعاني منها مؤسسات القطاع و على رأسها سوء التسيير تتسبب حتما في الاكتظاظ الذي تشهده هذه المؤسسات الصحية و تواجهه مصالح أخرى بسبب غياب التوجيه و المراقبة ، حيث أن تأخر المواعيد لاجراء التحاليل أو الخضوع للعلاج بالأشعة من جهة و عدم وجود المعدات الكافية أو تعطل بعض الأجهزة من جهة أخرى رغم ما يتم توفيره من مواد و تجهيزات و مستلزمات طبية يزيد من حالة الضغط و الازدحام ببعض المؤسسات كما هو الحال في عديد العيادات متعددة الخدمات من بينها عيادتي وادي ارهيو و جديوية حيث يتم توجيه العديد من المرضى المتوافدين عليها من أجل اجراء التحاليل المخبرية الى المستشفيات أو يتوجه المرضى بمحض إرادتهم نتيجة طول الانتظار و بعد المواعيد و التي تصل الى أكثر من الشهرين اذ تقوم بعض المؤسسات حيث توجد العديد من التخصصات و الخدمات الطبية التي تدخل في مهامها بتوجيه المريض الى مؤسسة أخرى لتقلي العلاج ما يعيق عمل هذه الأخيرة في تقديم الخدمة الصحية مثلما يحدث بمستشفى "احمد فرانسيس" و هو ما يفاقم من تدهور الوضع الصحي بالولاية يقول أحد ممثلي نقابة عمال قطاع الصحة و الذي أكد أن الاعداد الكبيرة من المرضى أو النقص في الأدوية أو التحاليل المخبرية هو راجع بالدرجة الأولى الى هذه الأسباب أما بالنسبة للمشاكل الأخرى تشمل نقص الموارد البشرية من الأطر الطبية المختصة و ممرضين و حتى المعدات و التجهيزات الموجودة فهي لا تكفي العدد الكبير من المرضى الذي يقصدون المؤسسات الاستشفائية خصوصا لطلب العلاج مشيرا الى أن مستشفى غليزان لا يتوفر الا على جهاز واحد ل "المامموغرافيا" رغم أن الولاية تضم 4 مستشفيات على غرار مؤسسات الصحة الجوارية أو تعطل بعض الأجهزة المهمة مثل جهاز "السكانير" بمستشفى وادي ارهيو منذ فترة . و من جهة أخرى أرجعت ادارة مستشفى محمد بوضياف أسباب المشاكل الى الاكتظاظ الكبير الذي يفوق طاقته الاستيعابية لافتة الى عدم وجود تقصير من الجهات الوصية في توفير المستلزمات الطبية في المستشفى من الأدوية و المعدات الطبية لتقديم خدمات صحية و علاجية تضمن سلامة المرضى رغم وجود مشكلة الديون بالمستشفيات لكن تضمن استمرار التموين بالادوية و المعدات الطبية الحديثة و تلبي طلبات الشراء للحصول على المستلزمات الأساسية و الأمر لا يقتصر على عملية تسيير الموارد المالية و التي تبقى بعيدة كل البعد من هذه المشاكل التي تعيق سير المؤسسة و تؤثر على نشاط قطاع حيوي .