دشن أول أمس والي ولاية وهران السيد عبد القادر جلاوي قاعة الآثار القديمة بالمتحف العمومي الوطني أحمد زبانة، بعد أن ظل هذا الفضاء مغلقا أمام الزوار لمدة 15 سنة بسبب إعادة تهيئته، حسبما صرحت به بشرى صالحي مديرة هذه المؤسسة المتحفية في احتفالية الافتتاح التي جاءت تزامنا مع تظاهرة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة لعام 2970 . وقد تم فتح هذا الرواق الذي اكتسى حلة جديدة بفضل جهود فريق عمل يرأسه المختص سفيان أمبارك، حسب الإمكانيات المتاحة للمتحف الوطني أحمد زبانة . وتضم قاعة الآثار القديمة أكثر من 100 قطعة أثرية نادرة تعود إلى مختلف الحقب التاريخية القديمة منها اللاتينية، الليبية، البيزنطية، الفينيقية، النوميدية وبعض القطع من الحقبة الرومانية، التي تم جمعها من مناطق عدة من الوطن كتاخمارت بتيارت، تاكمبريت سيقا بعين تموشنت، بورتيس ماغنيس ببطيوة والأندلسيات بولاية وهران. كما كرم السيد الوالي على هامش التدشين، المجاهد والكاتب محمد بن عبورة نظير استرجاعه للعديد من التحف من سواحل وهران عندما كان يمارس هواية الغطس والتي تم عرضها بالمتحف. وأعجب الحضور بالجداريات التي زينت جدران القاعة التي تحكي تعاقب الحضارات على مدينة وهران ومناطق أخرى من الغرب الجزائري خاصة بعض اللوحات من الفسيفساء للموقع الأثري الروماني " بورتيس ماغنيس " ببطيوة، الذي اكتشف في 1862 ودخلت إلى المتحف في 1886 وتضم زخارف نباتية ورسوم لحيوانات، إلى جانب عرض لقطع من الفخار ونقوش صخرية وقبور رومانية وحلي وغيرها. عروض ومعارض «بالميدياتيك» «والمامو» كانت ميدياتيك وهران الوجهة الثانية من الزيارة، حيث قدمت فرقة ايطبالن عرضا فلكلوريا أمازيغيا أمام الحضور قبل أن يطوف الوفد أجنحة المعرض المخصص للتنوع الثقافي الجزائري والمنظم من قبل مصالح بلدية وهران وجمعية نوميديا، الذي شارك فيه عدة حرفيين من مختلف مناطق الوطن، على غرار تيزي وزو، بجاية، بومرداس، البويرة، البليدة، قسنطينة، برج بوعريريج، ورقلة وتقرت، أما بمتحف الفن المعاصر ( المامو ) فلقد عرف مشاركة 15 ولاية قدمت عروضها تخص أجود الصناعات التقليدية التي تبرز التراث الثقافي المادي واللامادي، كالطبخ والمخطوطات والمنحوتات واللوحات الفنية والكتب والآلات الموسيقية والأواني والحلي التقليدية وغيرها من المنتوجات المعروضة للتعريف أو للبيع من طرف الحرفيين المشاركين الذين يضعون في متناول الزائرين خلال احتفالات الناير منتوجات في مجالات العسل، الزيوت، صناعة الصابون الطبيعي، الحلفاء، النحاس، الفخار، الجلود، الفضة، الحياكة والطرز وغيرها من الحرف اليدوية، فضلا عن إقامة ورشات لتبيان كيفية صناعة بعض التحف التقليدية وتقديم الشروحات اللازمة حول تاريخ الحرف والفنون التقليدية ذات الصلة.