سنّة حميدة تلك الخطوة التي أقدمت عليها رئاسة الجمهورية بدعوة الرئيس عبد المجيد تبون عديد الشخصيات الوطنية إلى لقاءات تشاورية من أجل استعراض الراهن السياسي و الاقتصادي في البلاد غداة نجاح الانتخابات الرئاسية التي نظّمت في 12 ديسمبر الماضي ، و من ورائها تتوخى الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي الذهاب على خطوات أخرى من أجل إنجاح التحوّل الديمقراطي و ما ينتظر الجزائر من مجهودات في سبيل الوفاء للشعب و تحقيق مطالبه التي عبّر عنها الحراك الشعبي منذ عديد الأشهر . إدارة حوار وطني شامل لا علاقة لها بأي تأطير سياسي، في إطار المساعي التي يقودها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في بلورة تصور حول عديد المسائل الوطنية التي تقتضي استجماعا للرأي كالحوار الوطني و أيضا التعديل المنتظر على نصوص الدستور ، الذي قد يكون هذا آخر تعديل له بعد سلسلة التعديلات التي تلحقه مع كل رئيس جديد. و قد استقبل الرئيس تبون عديد الشخصيات منها رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور و الدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي كما زار أحمد طالب الإبراهيمي منذ يومين فقط. و يأتي الحوار مع الشخصيات الوطنية البارزة من أجل الأخذ بتجربتها و خبرتها في المجال السياسي و التي يمكن أن تساهم في إدارة الحوار الوطني لحل الأزمة التي لا تزال تعرف بعض العقبات و تتطلّب مزيدا من التشاور من أجل حلول ناجعة و إعادة القطار إلى سكّته . هذا اللقاء سيكون متبوعا بلقاءات مع شخصيات وطنية أخرى وقادة أحزاب سياسية حتى يتكيف مع متطلبات بناء الجمهورية الجديدة. و قد كان بيان لرئاسة الجمهورية قد وقف عند ضرورة شرح الخطوات السياسية الجارية والقادمة لبناء الثقة التي تعزز التواصل والحوار قصد إقامة جبهة داخلية قوية ومتماسكة مما يسمح بحشد الطاقات والكفاءات الوطنية واستدراك الوقت الضائع لتشييد دولة مؤسسات تكرس فيها الديمقراطية التي تجنب البلاد أي انحراف استبدادي، وينعم فيها الجميع بالأمن والاستقرار " و تشكل هذه الأطراف و أخرى سيلتقي بها الرئيس هيئة إدارة الحوار الوطني مع قوى المعارضة السياسية والمدنية والشخصيات المستقلة في الجزائر، بهدف الاتفاق على ترتيبات المشهد السياسي في البلاد و العودة إلى المسار العادي في التحول الديمقراطي. هذا اللقاء الذي سيكون متبوعا بلقاءات مع شخصيات وطنية أخرى وقادة أحزاب سياسية وممثلين عن المجتمع المدني يندرج في إطار المشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية حول الوضع العام في البلاد ومراجعة الدستور و مسائل أخرى على قدر الأهمية كتفعيل المشهد الحزبي مثلا . و استمع رئيس الجمهورية إلى ملاحظات واقتراحات الشخصيات التي التقى بها مثمنا دورها على الساحة الوطنية من خلال تجربتها في الحقل السياسي و الاقتصادي و الدبلوماسي.