أكد الدكتور عبد الحميد شيبان خلال أشغال اليوم الأخير من الملتقى الوطني " أحمد رضا حوحو" الذي احتضنته دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة ، أن أحمد رضا حوحو لم يكن مجرد أديب ، بل كان شخصية فكرية تمتلك من القدرات والمواهب التي جعلت منه يسطع كنجم في عدة مجالات تجاوزت الأدب و الصحافة إلى النضال الفكري الفذ ، إلى جانب ازدواجية ثقافته في اللغتين العربية و الفرنسية في ترجمة الأعمال، كما كان متذوقا للفن ومولعا بالآلات الموسيقية كآلتي الكمان و العود، كما اعتبر مسيرته خالدة غير قابلة للحياد في التعامل مع ما قدمه، حيث كان دائم الحرص على ترك الأثر و التفاعل ،فكان يقول " إن القارئ إذا أعجبه ما أكتب هذا ما أبتغي و إن لم يعجبه هذا ما أنتظر، أما إن كان في حالة حياد من دون رأي فهذه هي الكارثة بالنسبة لي.". الدكتور عبد الحميد شيبان وخلال محاضرته كشف عن تفاصيل العلاقة القوية التي كانت تربط والده ب "رضا حوحو"، و التي كانت أقرب إلى الأخوّة، وكيف قام "شيبان" بإدراج نصوص رضا حوحو عندما شغل منصب مفتش التعليم، إلى جانب لقاءاتهم بقسنطينة عندما كان أستاذا للبلاغة و رضا حوحو سكرتيرا للتحرير، مبرزا أواصر المحبة و الانسجام الفكري بينهما . حتى أن الأديب حوحو وصف في كتاباته صديقه "شيبان" بالبرجوازي الأنيق في لباسه العربي والعصري ،وهي العلاقة التي تأثر بها كثيرا و عاش الكثير من تفاصيلها ، باعتبارها صداقة حقيقية تحكمها المبادئ و المواقف بعيدا عن أشكال الأنانية وحب الذات، ما جعل كلا الطرفين يسعيان للرفع من الآخر. كما قال الدكتور عبد الحميد شيبان أنه عند وفاة الأديب " رضا حوحو " كتب والده مقالا بجريدة "الصباح "التونسية تطرق فيه لحياة صديقه الأديب و نضاله، ليبقى ذلك حسبه رمزا للوفاء و عنوانا للإخلاص الذي يتعدى الصداقة إلى إنصاف الهوية و ثوابت الأمة.