رجل مشرق بوجه صبوح وحديث أخاذ مليء بالعبر والحكم والأفكار الحضارية النابعة من معين الإسلام، لا تراه العيون إلا أنيقا يختار هندامه بعناية حتى تخاله شابا في العشرين، ولا تسمعه الآذان إلا خطيبا بليغا مفوها حاضر البديهة والطرفة. وهو في سن الواحد والتسعين لا يتأخر عن مجلس ديني أو فكري في الجزائر دون أن يسجل حضوره بمداخلة أو تعليق، ولا يمر على منصة إلا وترك توقيعا في أنفس الحاضرين. * يغار بشدة على جمعية العلماء المسلمين ويراها روح الجزائريين التي لا تقبض، واستطاع منذ توليه رئاستها أن يعيدها إلى واجهة الأحداث حتى أصبحت رقما فاعلا في الإعلام الوطني لا يمكن تجاهله في كل المسائل التي لها علاقة بالدين والوطن. يحظى باحترام كبير في الأوساط الدينية في كل البلدان العربية والإسلامية وله علاقات متينة متشعبة اكتسبها على مر زمن طويل من النضال يمتد لأكثر من سبعين عاما. وإكراما لمقامه العالي زارته "الشروق اليومي" في مكتبه بمقر جمعية العلماء المسلمين، ففتح قلبه لها وهو يشيد بالانتشار التاريخي لجريدة كل الجزائريين. * * من الشرفة بالبويرة إلى الزيتونة * الشيخ شيبان أستاذ الطبقة الأولى * رأى الشيخ شيبان نور الحياة يوم 23 فيفري 1918 ببلدة "الشرفة" ولاية البويرة، ويعود نسبه إلى عائلة عريقة محافظة. ختم القرآن الكريم وتلقى مبادئ اللغة العربية والتوحيد والفقه في مسقط رأسه، وبالزاوية السحنونية وفي "بني وغليس" على الضفة الشمالية لوادي الصومام ببجاية. وفي سنة 1938 التحق بجامع الزيتونة بتونس، وهناك أظهر نشاطا دؤوبا جعله يتبوأ مهمة رئيس لجمعية الطلبة الجزائريينبتونس. وكللت فترة تمدرسه بحصوله على شهادة "الأهلية" ثم حاز شهادة "التحصيل في العلوم" سنة 1947م. * وغداة عودته إلى أرض الوطن عينه الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله أستاذا للبلاغة والأدب العربي بمعهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة سنة 1948م. ونظرا لإمكاناته التعليمية، صنف من أساتذة الطبقة الأولى "مستوى شهادة العالمية" بقرار اتخذه المجلس الإداري لجمعية العلماء المنعقد في الفترة ما بين 25 و29 سبتمبر 1954م. وشغل بالجمعية عدة مهام منها عضو عامل، وعضو في لجنة التعليم العليا المكلفة بإعداد مناهج التربية والتعليم والكتب المدرسية بمدارس جمعية العلماء المنتشرة في أرجاء القطر الجزائري، كما كان من الكتاب الدائمين في جريدة "البصائر" بتكليف من الشيخ الإبراهيمي، كما كتب في عدة جرائد جزائرية كانت تصدر في تلك الفترة منها "النجاح، المنار، الشعلة..". * * إعلامي جاهد بالقلم أثناء الثورة * حمل الشيخ شيبان لواء الجهاد أثناء الثورة التحريرية من خلال التحاقه المبكر بالمنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني، وتعرض بسبب نشاطه الدائم إلى الاعتقال رفقة زوجته في سبتمبر 1956م. ولما أطلق سراحه شغل مهمة عضو في لجنة الإعلام لجبهة التحرير الوطني، واستمر نضاله بالقلم من خلال الكتابة في جريدة "المقاومة الجزائرية" لسان حال جبهة التحرير الوطني، ثم تولى منصب رئيس تحرير مجلة "الشاب الجزائري" التي كانت تصدرها اللجنة الثقافية لرئيس بعثة الثورة الجزائرية بليبيا سنة 1960م. * * رفضه للدولة اللائكية غداة الاستقلال * عندما استقلت الجزائر سنة 1962 حاولت بعض الأصوات الفجة أن تجعل من الجزائر دولة لائكية من خلال سن دستور يضع أسس دولة علمانية على عكس ما كان يطمح له شهداء الثورة المباركة في إقامة دولة عربية إسلامية، وقد نشرت تلك الدعوة في الصحافة الجزائرية في 09 أوت 1962. فما كان من الشيخ شيبان إلا الوقوف في وجه هؤلاء من خلال جمع نخبة من جمعية العلماء ومعلميها، وتم الرد الحاسم بتوجيه نداء للشعب الجزائري نشر في الصحافة الوطنية في 22 أوت 1962، ومضمونه دعوة الشعب الجزائري إلى المحافظة على دينه. * * ترسيخه ل "الإسلام دين الدولة والعربية لغتها" في الدستور * انتخب في المجلس التأسيسي مقررا للجنة التربية الوطنية سنة 1962، كما كان من أعضاء اللجنة المكلفة بإعداد دستور الجزائر الأول، فساهم مساهمة فعالة في جعل "الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغة رسمية ولغة الشعب"، ثم عين مفتشا عاما للغة والأدب العربي والتربية الإسلامية في مؤسسات التعليم الثانوي الرسمي، وصنف في درجة حملة شهادة "الليسانس" في 19 مارس 1964م. وكان إلى جانب الشيخ الإبراهيمي في رئاسة اللجنة الوزارية المكلفة بتسوية الوضعية العلمية لتلاميذ مدارس ومعاهد جمعية العلماء. ثم تولى منصب رئاسة اللجنة الوطنية للبحث التربوي التطبيقي والتأليف المدرسي ورئاسة لجان امتحان البكالوريا، ثم زاول وظيفة أستاذ في المركز الوطني لإعداد المفتشين وشارك في ندوات التربية والتعليم في منظمة "اليونسكو" وخاصة في دورتها التي تقررت فيها اللغة العربية اللغة الخامسة الدولية الرسمية. * * استوزاره وتمكينه للإمام الغزالي من الدروس المتلفزة * حاز الشيخ شيبان أيضا عضوية المجلس الإسلامي الأعلى وشارك في الكثير من الندوات الدينية داخل الوطن وخارجه، كما واضب على تقديم دروس الوعظ والإرشاد في المساجد. وفي سنة 1980 عين وزيرا للشؤون الدينية وحمل حقيبتها لمدة 06 سنوات، أثمرت بتنظيم 06 ملتقيات للفكر الإسلامي، كما كان من مؤسسي العديد من الملتقيات الدينية، بالإضافة إلى تأسيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي ومساهمته في تأسيس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية وتعيين الإمام محمد الغزالي رحمه الله رئيسا لمجلسها العلمي وتمكينه من إلقاء دروسه المشهورة في التلفزة الجزائرية. كذلك قام بطبع آثار إمام النهضة الشيخ عبد الحميد بن باديس، وأعاد تقليد قراءة صحيح البخاري رواية ودراية بمساجد العاصمة وأرجاء الجزائر الأخرى. كما ترأس بعثات الحج الجزائرية سنوات استوزاره. * * لا تصدقوا من يقول أن الشيخ شيبان يتقاعد يوما * في سنة 1991 ومع صدور الإذن بتكوين مختلف هيآت المجتمع المدني، تم تجديد نشاط جمعية العلماء المسلمين، فانتخب نائبا أول لرئيس الجمعية ورئيس تحرير للبصائر، وواصل دروسه كواعظ ومرشد في المساجد حتى انتخب رئيسا للجمعية ومديرا للبصائر سنة 1999م، وكان له الفضل في استرجاع نادي "الترقي" التاريخي الذي ولدت في أحضانه جمعية العلماء، كما كان لنشاطه الدائم الدور الكبير في استعادة بريق الجمعية في الساحة الوطنية. حتى أن أحدهم قال: "لا تصدقوا من يقول أن شيبان يتقاعد يوما". * * الشيخ شيبان حارس القيم الإسلامية * ورد اسم الشيخ شيبان في مقال خاص لعدد خاص من مجلة INDIGOPULICATION الفرنسية تحت عنوانHOMMES DE POUVOIR ALGERIE. LES أو "الجزائر، رجال الحكم"، وأطلق عليه وصف حارس القيم الإسلامية، وفي إحدى الفقرات يقول المحرر: عبد الرحمان شيبان يقف كحصن منيع لحماية القيم الإسلامية في المجتمع الجزائري من يد التغريب، خاصة في بلاد القبائل التي ينشئ فيها باستمرار مدارس للجمعية. إنه استغل علاقاته الواسعة التي شكلها عندما كان وزيرا للشؤون الدينية، ومن خلال منصبه كرئيس لجمعية العلماء لخدمة الدين الإسلامي وإيصال رسائل جمعيته لكل الفئات بطريقة حضارية معتدلة خالية من التعصب والرجعية. * * والد لأربعة أطباء ولرئيس بلدية قسنطينة * للشيخ خمسة ذكور أربعة منهم يمتهنون الطب اقتداء بعمهم الدكتور "السعيد شيبان"، ومنهم الدكتور "خالد" مدير الصحة بولاية الجلفة، فيما يرأس "عبد الحميد شيبان" بلدية قسنطينة، وله 03 بنات. * * قصة كتابة أحمد رضا حوحو ل "حمار الحكيم" * تحدث الشيخ شيبان عن علاقته الوطيدة بالأديب الساخر "أحمد رضا حوحو"، ومن جملة ما ذكره عنه أنه كان السبب في كتابة حوحو لمؤلفه الشهير "حمار الحكيم". ففي سنة 1948 أعار الشيخ شيبان كتاب "حماري قال لي" لتوفيق الحكيم لرضا حوحو، فقرأه هذا الأخير في ليلة واحدة، وكان الشيخ شيبان يلح عليه أن يناضل بالقلم لكسر الجمود الذي تسببت فيه حالة الحصار الثقافي. فجاءت ثمرة "حمار الحكيم" الكتاب الذي صدره الشيخ شيبان بأسلوب راق. * * قال الشيخ عبد الرحمان شيبان * - المسلم خلق للجهاد.. يجاهد أعداء الحق متى ثار باطلهم، ويجاهد نفسه متى همت بالفساد وهامت في الضلال. * البصائر العدد 39 جوان 1948. * - كاتب ياسين استخف بالإسلام فوصف المؤذنين بأنهم "كلاب الدوار" ووصف منارات المساجد بأنها "صواريخ لا تنطلق" وهذا من جملة التصرفات التي تستفز مشاعر المسلمين. * - إن المخرج من الأزمة يتمثل في فهم هذا الشعب بجذوره الممدودة في أربعة عشر قرنا من الزمان. * - لما كنت وزيرا للشؤون الدينية جمعت بين الهادي لخذيري وعباسي مدني في مكتبي وطلبت منهما أن يسمعا لبعضيهما، وطلبت من علي بلحاج أن يعتدل ويلتزم. * - نحن لا نعادي الدولة ولكن نعادي الفساد المنتشر في الدولة. * - الشعب الجزائري كثر مستغلوه وقل خادموه. * - أعتقد أن علماءنا الأحرار أخذوا ولايزالون يأخذون بيد الشعب في الكثير من الميادين. * - رددت على تطاول أدونيس، لأنه أهان المرأة التي أعزها الله في أرض الله. وليست لدي أية حسابات مع الزاوي الذي أحترم نشاطه. * - الجماعة البشرية لاتنقاد إلا للفارس السباق. * - يجب أن تستعيد الجمعية مقرها الكائن بقلب القصبة، لأنه جزء كبير من تاريخها. * * الشيخ محمد الصالح الصديق * "علاقتي بشيبان تشبه رحلة عبر الزمن" * شبه الشيخ محمد الصالح الصديق علاقته بالعلامة عبد الرحمان شيبان برحلة مع الزمن استغرقت أزيد من 50 عاما، لكنه فضل التوقف عند أبرز محطاتها، لأنها رسخت في ذاكرته لما كان للشيخ شيبان دورا فيها. * ويقول محمد الصديق في حفل تكريم العلامة شيبان بأن "أهم تلك المحطات كانت عند أول لقاء جمعني برئيس جمعية العلماء المسلمين، ومؤسس جريدة "البصائر"، وكان ذلك بالضبط في شهر سبتمبر من العام 1946، حينما كان يعتزم السفر إلى تونس لمتابعة دراسته بجامع الزيتونة، فطلب مني والدي بأن ألتقي بالشيخ شيبان ليقدم لي التوجيهات لأنه سبقني إلى هناك وقضى بالجامع ذاته أربع سنوات كاملة". * ويصف الشيخ محمد الصديق اللقاء قائلا: "لقد استقبلني شيبان بحفاوة وقدم التوجيهات والإرشادات لي، وتوقع لي مستقبلا زاهرا تجتمع فيه عزة الدين والوطن". في حين تعود المحطة الثانية إلى اللقاء الآخر الذي جمع الشيخان وكان بجامع الزيتونة، وكان في بداية شهر أكتوبر من السنة نفسها، قائلا: "لم أنس فرحته عندما نجحت في السنة الثالثة، لأن قلبه كان نقيا وفترته كانت صافية، فقال لي إنك رفعت رأس الجزائر". * أما المحطة الثالثة فكانت عندما اجتمع الشيخان في تحرير جريدة "المقاومة" التي كانت لسان الثورة، ثم عندما عين الشيخ محمد الصالح الصديق مسؤولا للإعلام للثورة في ليبيا. * * الشيخ بلحاج شريفي: * "الشيخ شيبان بقي وفيا لمشايخه" * ثمن الشيخ بلحاج شريفي تكريم "الشروق اليومي" فضيلة الشيخ عبد الرحمن شيبان، حيث أكد في كلمته "أننا نتقرب إلى الله بهذا المجلس الكريم، ونحن في عبادة لأننا نكرم شيخا جليلا أفنى عمره في طاعة الله ودفاعه عن اللغة العربية". * وسرد الشيخ بلحاج شريفي جانبا من مسيرته رفقة الشيخ شيبان جاء فيها انه لما وصل إلى تونس في سنة 1946 أدرك آثار الشيخ عبد الرحمن شيبان في بعثة جمعية العلماء المسلمين إلى تونس، مؤكدا انه بقي وفيا لمشايخه ورؤساء الجمعية كلهم بداية من العلامة ابن باديس والشيخ خير الدين وغيرهم كما حمل لواءها عاليا". * وذكر المتحدث بموقفين جليلين للشيخ الأول أواخر الستينيات، حيث وقف موقفا مشرفا مع الشيخ علي مغربي عندما نادت ثلة للتبني في الإسلام وتصدى لهم الشيخ كونه المتحدث باسم المجلس الإسلامي الأعلى وفند حججهم، والموقف الثاني بعد الاستقلال حين عين الشيخ شيبان مفتشا للسان العربي لأساتذة الثانوي وصحب المتحدث معه للتفتيش، حيث دافع عن العربية وقدم نصائح غالية للأساتذة، كما قدم المتحدث شكره "للشروق" التي قال بأنها أصبحت علما للإسلام وللسان العربي في الجزائر. * * الشيخ محمد الأكحل شرفاء: * "نحن معه إلى أن يلقى الله صامدا ومكافحا" * قال الشيخ محمد الأكحل شرفاء إن حفل تكريم الشيخ عبد الرحمن شيبان كان اختيارا موفقا "وذلك لما يحمله من إشادة برجل مميز بمواقفه وبوفائه"، وهو ما دفعه لتلقيبه ب "رجل الوفاء"، مضيفا بأنه منذ عرفه رئيسا لجمعية الطلبة الزيتونيين الجزائريين إلى عمله في "المقاومة الوطنية"، إلى قيامه بالتدريس في معهد ابن باديس، إلى توليه وزارة الشؤون الدينية ووفائه لخط الجمعية عندما سعى لإعادة تنظيمها، إلى الإجماع الذي حظي به في المؤتمر الأخير لجمعية العلماء المسلمين بمنحه الثقة مرة أخرى لرئاسة هذه الجمعية، إلى قيامه بدور كبير عندما سعى سعيا حثيثا وجادا لإعادة الاعتبار لجنود العربية والإسلام، وإعادة الاعتبار للمعلمين الأحرار أيام الاحتلال، مؤكدا، بشيء من المزاح، أن "هذا الشخص المميز يستحق منا أن نهتم به وندعمه ونناصره مادام على الطريق المستقيم، ولا نظن بأنه سينحرف أو يحيد عنه، فسنه لم يعد يسمح له بذلك، ونحن معه إلى أن يلقى الله صامدا، مكافحا، محسنا لا مغير ولا مبدل ولا فاتن ولا مفتون إن شاء الله". * * شقيقه البروفيسور سعيد شيبان * "نجاح عبد الرحمان كان بفضل دعاء أبي له في حج 1928" * أكد البروفيسور سعيد شيبان على أن والده "دعا الله في حج 1928 أن يمد ابنه عبد الرحمان شيبان، الذي كان حينها طالبا صغيرا بالعلم والمعرفة وأن يمنح النجاح والتوفيق لكل طالب يتتلمذ على يد ابنه، وهذا ما كان حقا حيث مني الشيخ شيبان بعلم غزير جعله قبلة لآلاف التلاميذ من المشرق والمغرب". * وأضاف المتحدث بأنه تتلمذ على يد شقيقه الشيخ شيبان في عديد من المرات أولها عندما كان تلميذا صغيرا وكان الشيخ شيبان يرافقه إلى المدرسة ويعلمه في الطريق، أما التتلمذ الثاني فكان عن طريق الكتب التي كان يبعثها الشيخ من تونس والتي كانت غزيرة بالعلم والمعرفة وكانت بمثابة الرصيد المعرفي الذي كان الدكتور سعيد شيبان ينهل منه في فترة الصيف، وأضاف شقيق الشيخ شيبان أن تكريم الشروق يعتبر تكريما لكل عائلة شيبان التي ستبقى ممنونة لهذا التكريم الشروقي الذي سيبقى رمزا للوفاء والعطاء. * * تلميذه الأستاذ طوالبي زبير * "كان معشوق جماهير الطلاب لأناقته وعلمه الغزير" * أوضح الدكتور طوالبي زبير بأن "الشيخ عبد الرحمان شيبان كان معشوق الجماهير الطلابية بلا منازع نظرا لأناقته الدائمة وعلمه الغزير وطريقته التربوية المتميزة التي عادة ما تتخللها روح الدعابة والنكتة"، وأضاف أن "تكريم الشيخ على يد جريدة "الشروق اليومي" يعتبر تكريما حقيقيا للعلماء والمجاهدين الذين ضحوا طويلا من أجل الدين والوطن". وأضاف الدكتور طوالبي "لما كنت تلميذا في معهد ابن باديس في الخمسينيات تعلمت من الشيخ شيبان الذي كان أفضل معلم حينها الصبر والإخلاص وحب الوطن، ولن أنسى للشيخ وفاءه لتلاميذه لما كان وزيرا، حيث سأل عني وأرسلني إلى الحج وزكى ترسيمي في عديد من المسؤوليات". * * اللواء المتقاعد محمد علاق * "كان يحثنا على الجهاد في فلسطينوالجزائر وحتى الأندلس" * كشف اللواء المتقاعد محمد علاق بأن "مشاركة الطلاب الجزائريين في معارك تحرير فلسطين نهاية الأربعينيات كانت بفضل الشيخ شيبان الذي كان يحرض الطلبة على الجهاد في فلسطينوالجزائر كما حثهم على التخطيط لاسترجاع الأندلس، وأضاف بأنه تتلمذ طويلا على يد الشيخ عبد الرحمان شيبان "الذي ضحى طويلا من أجل ترقية اللغة العربية وبث روح الوطنية والعلم في أوساط الشباب"، وأشاد الأستاذ محمد علاق بمواقف الشيخ ومبادراته العلمية التي ساهمت في استحداث حديث الخميس الذي كان فرصة حقيقية لبحث روح النقاش والإبداع بين الأساتذة والتلاميذ، وحينها قال الشيخ "إذا كان للمفكرين المشارقة حديث الأربعاء فنحن لنا حديث الخميس".