يواصل وباء كورونا زحفه عبر مختلف القارات، التي تمكن من التسلل إليها رغم الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها العديد من البلدان، بعد حظر السفر و تعليق الرحلات الجوية والبحرية و إغلاق الحدود البرية، وفرض الحجر الصحي والعزل المنزلي وحظر التجول، مخافة من الوقوع في السيناريو الإيطالي، و ها هي القارة السمراء، التي ظلت صامدة في وجه كوفيد- 19، إلا أنها لم تستطع مقاومة سرعة انتشار هذا الفيروس، الذي واصل حصد المزيد من الأرواح عبر العالم برمته. وفي هذا السياق فقد شهدت إفريقيا تفشي فيروس كورونا إلى أكثر من 43 دولة ... وتسجيل أزيد من 2412 حالة إصابة مؤكدة، حسب ما ذكره فرع القارة الأفريقية لدى منظمة الصحة العالمية، وهو ما بات يشكل مخاوف كبرى للقارة العجوز، باعتبار أن العديد من الدول التي تسلل إليها هذا الوباء الخطير والقاتل، لا تتوفر لا على الامكانيات اللازمة لمجابهة هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة، ولا على الموارد الطبية والرعاية الصحية، التي تعرف نقصا فادحا وتندي كبيرا في هذا النوع من الخدمات. إذن، يعيش العالم اليوم على وقع هاجس فيروس كورونا، الذي جعل الكرة الأرضية في عزلة تامة وأربكها، إلى حين التمكن من إحتواء هذا الوضع الخطير الذي تكابده اليوم، والقضاء التام على هذا الوباء القاتل، الذي بات يهدد البشرية اليوم، في مشارق الدنيا ومغاربها، وبين هذا وذاك تبقى القارة الإفريقية في حالة استنفار قصوى، من أجل الحد من إنتشار الفيروس التاجي، وتجنب أي كارثة محتملة، في ظل انعدام الوسائل الضرورية لمجابهة هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة، في العديد من الدول الإفريقية، لاسيما أن الأرقام باتت تسجل ارتفاعا مقلقا في عدد الاصابات يوما بعد يوم، لم تستثن منها حتى ريونيون ولا جزيرة مايوت المعروفة بجزيرة الموت، التابعتين إداريا لفرنسا، ضمن أقاليم ما وراء البحار.