كبّد وباء كورونا القاتل، الدول التي استشرى فيها هذا الفيروس، خسائر لاتعد ولا تحصى، ومن أجل مواجهة هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة والصدمة الاقتصادية العنيفىة، التي يعيش على وقعها العالم برمته، بسبب كوفيد- 19 الذي غير مجرى الحياة على وجه الأرض ... سارعت هذه الدول ومنها الجزائر، إلى إعتماد خطط إستعجالية للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفتها ولا تزال هذه الأزمة الصحية الخطيرة، التي تطورت إلى حرب ضروس، حصدت ولا تزال آلاف الأرواح، غير أن التأثيرات السلبية الناجمة عن تفشي هذا الوباء في بلادنا كما في سائر البلدان الأخرى، بدأت تتجلى مع الإجراءات الأولية التي اتخذتها الدولة من أجل الحد من انتشاره في بلادنا، إثر تعليق الرحلات الجوية والبحرية وغلق الحدود البرية وتجميد كل النشاطات وفرض حظر التجول والحجر الصحي، حيث تكبدت مختلف شركات النقل الوطنية خسائر كبرى، ونفس الشيء بالنسبة لكل المؤسسات والشركات والمصانع، التي أوصدت أبوابها، وهي اليوم مهددة بالإفلاس في حال استفحال الوباء. لقد شل كورونا الحركة الاقتصادية في الجزائر، وفي البلدان التي تعيش اليوم في عزلة تامة...فالحالة لا تكاد تختلف عندنا إثر إعلان حالة الطوارئ، و رفع أقصى درجات التأهب والاستنفار، حيث كشف وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد، أن الجزائر دخلت المرحلة الثالثة من الخطورة، يأتي هذا بعد أن تأكد انتشار الوباء في 36 ولاية، وتسجيل 26 وفاة و 367 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس عبر الوطن...أرقام دفعت الحكومة إلى فرض حظر التجول في العاصمة، وإخضاع ولاية البليدة التي سجل بها نصف عدد الاصابات المعلن عنها، إلى الحجر الصحي الشامل !! تأثير فيروس كورونا الجديد على الصناعة و السياحة في الجزائر كما في العالم بأسره، بات واقعا مرا وأمرا محتوما على الجميع، فالحالة المتردية أو بالأحرى الكارثية التي يشهدها العالم، تكاد لا تختلف من بلد لآخر، شلل تام وعزلة وحجر صحي و حظر للتجول، هذا ما فعله فيروس كورونا التاجي بالعالم في ظرف قياسي...وفي هذا السياق أكد وزير الطاقة محمد عرقاب في وقت سابق، أن الوباء أثر سلبا على النشاطات الاقتصادية وخاصة قطاعات النقل والسياحة والصناعة في الصين، وقد تمادت تداعياته شيئا فشيئا في منطقة آسيا، ثم تمددت الحالة تدريجيا عبر العالم، و عليه يضيف الوزير، فإن وباء كورونا أثر سلبا على الطلب البترولي وكذا أسواق النفط التي سجلت انخفاضا كبيرا بفعل هذا الوباء.