عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " يا أيها الناس افشوا السلام و اطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام ومن قطعني قطعه الله " رواه مسلم ، و من خلال هذا الحديث الشريف ندرك حرص ديننا الحنيف على تقوية صلة الرحم وتوطيدها بين أفراد الإنسانية، لما في ذلك من أثر في تقوية الأسر التي هي عماد المجتمع وعموده ،و نحن نعيش مع جائحة كورونا، وقد أُغلقت المساجد و المطاعم الخيرية ، فإن صلة الرحم ستبقى بإذن الله من أهم الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العباد لينالوا بها رضا ربهم ورحمته. و بسبب هذا الابتلاء، هناك الكثير من العائلات المعوزة، أو من الأقارب و حتى الجيران التي أصبحت تعاني من ضائقة مادية بسبب الحجر المنزلي، فإنه حان الوقت لكل واحد منا أن يقدم و لو القليل من ماله، و يدق باب جاره أو أقاربه أو حتى إنسان مسكين و يقدم له طعاما يدخل به الفرحة لقلبه في هذا الشهر المبارك، و كل خطوة له في السعي في الخير ، تكون له بركة له من الله سبحانه و تعالي و يبسط له الرزق ويدفع عنه الفقر والضيق، وتكون له مغفرة للذنب ولو كان عظيما، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد رجلا بعد أن أصاب ذنبا عظيما بصلة الرحم تكفيرا لخطيئته، وأكرم بها من نعمة إذ أن للمؤمن فيها ذكر حسن ثان بعد موته، وما الذكر للإنسان إلا عمر ثان. لقد ابتليت الأمة بوباء لا قبل لها به، نسأل الله أن يرفعه عن الإنسانية جمعاء، ألزمها القعود في المنازل حماية لأنفسهم وغيرهم ، فمن صلة الرحم أيضا و نحن داخل الحجر الصحي استعمال الوسائل الرقمية التي تسهل التواصل بشقيه الفردي والجماعي، والتفاعل مع الآخرين بشكل أسرع، فقد أتاحت هذه الأخيرة فرصا فريدة لالتقاء الأحباب وإدخال البهجة والسرور بالكلام المأثور، ففي الهاتف امتداد لجسر المحبة والود، وفي وسائل التواصل الاجتماعية فرصة لالتقاء الأحبة صوتا وصورة، وفي الرسائل القصيرة تبادل للمشاعر والأحاسيس الأخوية .