- تضارب حول موعد جاهزية اللقاح الذي سيقضي على الفيروس رغم تقدم الأبحاث تُسابق العديد من الدول الزمن من أجل الظفر بسبق تطوير لقاح يقضي على فيروس كوفيد-19، فحرب الأبحاث العلمية في المخابر العالمية على أشدها، من أجل انقاذ البشرية من مخالب الجائحة، وأيضا لأهداف اقتصادية محضة نظرا للأرباح التي ستجنيها من وراء تسويق لقاح مضاد لكورونا...وعليه فليتنافس المتنافسون، المهم القضاء على هذه الجائحة الخطيرة التي حصدت مئات الآلاف من الأرواح و أصابت الملايين من الأشخاص، وتسببت في أزمات صحية واقتصادية واجتماعية وحتى نفسية لم يشهد لها مثيل عبر التاريخ. أتبثت التجارب الجارية اليوم نجاعتها على البشر بعد أن كللت بالنجاح على الحيوانات، حيث كشف مخبر ووهان، بؤرة وباء كورونا، التابع لشركة «ساينوفارما» الصينية، عن نتائج التجارب السريرية التي أجراها، وقد أظهرت تفاعل الجسم بطريقة إيجابية مع اللقاح، الذي حفزه على انتاج أجسام مضادة لفيروس كوفيد-19، كما بدت علامات التعافي والفعالية والنجاعة على أشخاص من مختلف الأعمار ممن حقنوا بهذا اللقاح، نفس النتائج الإيجابية توصلت إليها روسيا أيضا، بعد أن أقدم فريق من الأطباء الروس في مركز «غامالي» للأوبئة والبيولوجيا المجهرية، من اختبار لقاح ضد فيروس كورونا على أنفسهم، وعلى عدد من العاملين في هذا المركز، حيث أوضحت بيانات هذا الاختبار الذي كلل بالنجاح، عن وجود مناعة لديهم تحميهم من الإصابة بالفيروس، وقد ذكرت وسائل الإعلام الروسية التي نقلت هذا الخبر، أن اللقاح الذي تم التوصل إليه من قبل هذا الفريق الطبي يحمل إسم ،اللقاح الموجه». كما توصل فريق من الباحثين في جامعة أوكسفورد البريطانية، إلى اكتشاف لقاح ضد فيروس كورونا من المنتظر أن يكون جاهزا خلال أوت المقبل، في حال الموافقة على انتاجه واستعماله للعلاج ... يأتي هذا بعد أن ثبتت التجارب فعالية هذا اللقاح الذي سيكون على شكل جهاز استنشاق في القضاء على الفيروس، وفي سياق متصل، كشفت الشركة البريطانية-السويدية «أسترازينيكا» المختصة في صناعة الأدوية، عن قدرتها لانتاج مليار جرعة من هذا اللقاح، الذي تم التوصل إليه في جامعة أوكسفورد والمسمى «شادوكش وان كوفيد -19»، وقد شرعت الشركة في تتلقي الطلبات من مختلف دول العالم من أجل الحصول على هذا اللقاح حال الشروع في تسويقه، في حين أكد تحالف طبي في العاصمة النرويجية أوسلو، المدعم من 14 دولة ومن مؤسسة بيل وميليندا غيتس وكذا مجموعة شركات «ويلكوم» البريطانية، عن إمكانية توفير 4 ملايير جرعة سنويا، من اللقاح الذي يجري تطويره في مخابرها، وهي الأبحاث التي رصدت لها مبلغ 829 مليون دولار. من جهتها تسهر الشركة الفرنسية لصناعة الأدوية «سانوفي» على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا الجديد، مع شركة «غلاسكو سميث كلاين» البريطانية، وبطبيعة الحال فإن هذا السباق على تطوير لقاح ضد كورونا لم يستثن الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تسعى بدورها إلى الحصول على السبق أو بالأحرى هذه الصفقة، حيث توصل باحثون من جامعة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأمريكية، إلى تطوير مضاد لفيروس كورونا، يتمثل في لاصقة على الجلد، تشبه ضمادة الجروح تحتوي على إبر صغيرة تذوب في الجلد، سيشرع في اختبارها على البشر في غضون الأيام القليلة المقبلة. وبينما يترقب العالم الإعلان عن الفريق الطبي الفائز في هذا السباق العلمي ذي الأهداف الاقتصادية، ومعرفة جنسية اللقاح الذي سيقضي على كوفيد-19 في المستقبل القريب، فإن تصريح منظمة الصحة العالمية جاء محبطا ومخالفا لكل التوقعات، حيث صرح مديرها العام أن اللقاح سيرى النور بعد عام، عكس ما ذهبت إليه العديد من المخابر، التي توقعت جاهزية اللقاح ما بين أوت وديسمبر...وبين هذا وذاك فإن هناك مؤشرات أخرى تشير إلى احتمال اندلاع حرب أخرى من أجل الحصول عليه، شبيهة بحرب الكمامات التي أثارت الفتنة بين العديد من الدول خلال بداية هذه الأزمة الصحية العالمية.