تعرف معظم أحياء مدينة وهران إنقطاعات متكررة في الماء الشروب بسبب إقدام مؤسسة تسيير المياه "سيور" على تمديد أشغالها الخاصة بتجديد قنوات إيصال الماء إلى الحنفيات. وقد إنعكس هذا الوضع سلبا على سكان هذه الاحياء الذين عادوا إلى العيش في غبن ومعاناة السنوات الشحيحة التي عاشتها مختلف ولايات الجزائر في سنوات قليلة مضت. وانتقلت أزمة الماء هذه الايام من حي الصديقية (ڤمبيطا) إلى حي ابن رشد وحي إيسطو وهو ما جعل سكان هذه المنطقة يحتجون على "سيور" التي لم تراع حاجتهم اليومية والضرورية من هذه المادة الأساسية والحيوية، لاسيما مع المدة الطويلة التي استغرقتها عملية تحديد قنوات الماء الشروب التي تمون هذه الأحياء والجهات. وكانت مؤسسة "سيور" قد شرعت في تجديد قنوات الماء الشروب منذ أزيد من سنة، معلِّقة شعار "من أجل سلامتكم غدا" و"من أجل صحتكم" لكنها حسب عدد من المواطنين فقد إتبعت مخططا ناقصا لأنها لم تطرح البديل المؤقت لتغطية نقص الماء الشروب الذي تسببت فيه هذه الانقطاعات وهو ما جعل أغلب المحتجين يثورون على طريقة عمل هذه المؤسسة الأجنبية التي تعمل بالشراكة مع الطرف الجزائري. وبهذا التصرف فقد عاد عدد من العائلات إلى استعمال الدلاء كبديل لشح الحنفيات كما عاد عدد من تجار مياه الصهاريج إلى نشاطهم المعهود، أما القسم الأكبر من العائلات فقد وجدت حظها في الصهاريج التي بنتها تحت الأرض أو التي زودت بها أسطح العمارات والمباني والأقبية لما فعلت فيهم أزمة الماء فعلتها المعروفة والقاسية. ورغم الطرف الأجنبي الشريك الذي أرِيدَ من شراكته الوصول إلى حسن تسيير شبكة الماء الشروب، إلا أن تسربات الماء ماتزال تشكل أرقاما مرتفعة من جراء العطب والتعطلات التي أصابت وتصيب قنوات نقل الماء الشروب بمختلف الاحياء والبلديات. وكما سبق الذكر وحسب "سيور" فقد بلغت نسبة تجديد هذه القنوات 73 بالمائة وستستمر العملية خلال فصل الصيف الذي سعت ذات المؤسسة الى رفع تموينها بالماء لدى سكان وهران تفاديا لنقص هذه المادة الحيوية وتلبية لحاجيات المواطنين التي ترتفع خلال هذه الفترة من كل سنة. ويجب الإشارة في ذات الموضوع الى الاثار السلبية التي لحقت الطرقات وخلفتها عمليات الحفر لهدف تجديد هذه القنوات والتي تركتها "سيور" مهترئة ودون تزفيت خاصة تلك المحفورة بعد إنقضاء أشغال الندوة الدولية للغاز، والغريب في الأمر هو إقدام مؤسسة المياه على حفر الطرقات مباشرة بعد استفادتها من الزفت الجديد الذي تزينت به بمناسبة ندوة الغاز وهو ما ترك إنطباعات سيئة لدى المواطنين الذين رأوا في الأمر الكثير من سوء التسيير واللامبالاة.