- تأخر عمليات الترميم رغم رصد 37 مليار سنتيم - مدارس في وضعية كارثية ولم تستفد من حملات النظافة منذ 7 أشهر دخلت المجالس البلدية المنتخبة في سباق مع الزمن مع الإعلان الرسمي عن التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة أخيرا ، ووجدت نفسها أمام مهلة لا تتعدى الأسبوعين لاستقبال موسم استثنائي لا يحتمل أي خطا أو إهمال مهما كان نوعه لان توفير الحماية الكاملة للطفل فوق كل اعتبار في الوقت الحالي وفي الوضعية الصحية التي تمر بها الجزائر . وبما أن البلديات هي المكلفة الأولى بتسيير ملف المدارس الابتدائية فهي أمام تحدي ومهمة عسيرة غير قابلة للتأخير ولا حتى لسياسة البريكولاج ،فعلى خلاف المواسم السابقة فان المجالس المنتخبة ملزمة بضبط برنامجها مع التحضيرات الخاصة بالسنة الدراسية 2020-2021 وإدراجه ضمن الاولويات لتفادي أي كارثة من شانها أن ترفع من حصيلة الإصابات بوباء كورونا . والغريب في الأمر أن لا تحرك البلديات ساكنا طيلة الفترة السابقة وتبقى تنتظر الإعلان الرسمي عن إطلاق الموسم الدراسي ،رغم أن الحالة الوبائية التي يشهدها العالم تفرض عليها اخذ الاحتياطات الاحترازية قبل تحديد تاريخ فتح المؤسسات التربوية بكثير ،خاصة إذا قلنا أن أغلبية المدارس بحاجة لعمليات تهيئة مكثفة . وفي الوقت الذي كان فيه الأولياء ينتظرون موعد التحاق أبنائهم بمؤسساتهم من جديد بعد عطلة مفتوحة استغرقت 9 أشهر، زاد قلقهم من تأخر عملية تعقيم المدارس وتماطل البلديات التي دخلت هي الأخرى في عطلة وبدل أن تستغل هذه الأخيرة فرصة غلق المؤسسات التربوية لمباشرة مشاريع التهيئة وإعادة الاعتبار للهياكل المهترئة أهملت هذا الجانب تماما وربطته بالإعلان الرسمي للدخول المدرسي . بلديات تنشغل بملفات أخرى وتهمل قضية التعقيم فبمجرد الفصل في الملف ،استفهامات عديدة طرحت نفسها وانشغالات لم تجد الرد المقنع لتٌطمئن أولياء التلاميذ الذين دخلوا في متاهة الخوف والقلق على مصير أبنائهم المرهون بمدى احترام البلديات للبروتكول الصحي والتدابير الوقائية خاصة أن اغلب المنتخبين لم ينطلقوا بعد في تعقيم المدارس ولا حتى في تنظيفها أما البقية فقد باشرت في دوريات التطهير منذ أمس فقط . والأكثر من ذلك أن يرتبط الأمر بصحة التلاميذ و كيفية حمايتهم من العدوى وتبقى الأمور تسير بشكل عادي وكأننا تجاوزنا مرحلة الخطر، لسبب بسيط أن البلديات قد أدارت ظهرها وانشغلت بأمور أخرى أكثر جدية بالنسبة لها . أسئلة كثيرة تطرح نفسها بحدة أمام تماطل المجالس المنتخبة ونحن ندخل العد التنازلي لانطلاق الموسم الدراسي ،فهل ستكون هذه المدة التي لا تتجاوز الاسبوعين كافية لتعقيم كل المدارس الموزعة على مستوى 26 بلدية ؟ وهل سينجح المنتخبون في المهمة المخولة لهم بعدما فشلوا في تسيير المطاعم المدرسية ؟ مدرسة دالي عبد القادر عينة عن تأخر عملية التعقيم يكفي فقط أن نقدم مثال بسيط عن مدرستين ببطيوة لتتضح لنا الصورة ونجد الجواب الصحيح للأسئلة المطروحة ،حيث لم تستفد لحد الآن مدرسة دالي عبد القادر بالعرارسة من التعقيم وهو ما أكده لنا رئيس لجنة الحي السيد بن شهرة بلال رغم نداءاته المتكررة ، فالمؤسسة حسبه في وضعية كارثية وبحاجة إلى عمليات مكثفة لفتحها من جديد ،بعدما أصبح التجهيز غير صالح للاستعمال ناهيك عن إهتراء قنوات مياه الشرب وغياب النظافة ، فمنذ أن أوصدت المدرسة أبوابها أهملت كليا وظلت مجرد هيكل بلا روح . نفس السؤال طرحناه على رئيس بلدية بطيوة ، حيث أكد هذا الأخير في اتصال هاتفي مع الجمهورية أن الحملة قد انطلقت منذ أمس فقط لتمس 10 مؤسسات تابعة لذات الجهة مردفا في التأكيد أن الوقت كافي لإتمام كل العمليات المتاجرة. خرجات لجنة التربية تقف على تماطل البلديات وتصطدم بمؤسسات موصدة من جهتها حملت لجنة التربية على مستوى المجلس الشعبي الولائي كل من مديريتي التربية والبيئة والبلديات مسؤولية عدم انطلاق عمليات التعقيم لحد الآن فكل طرف حسب السيدة مفيدة دياب أصبح يرمي الكرة من مرمى الجهة الأخرى انطلاقا مديرية البيئة التي هي غائبة تماما عن الساحة إلى مديرية التربية التي كان من المفروض أن تبرم اتفاقية مع البلديات ومديرية البيئة للإسراع في تجسيد البروتكول الصحي وبالدرجة الأولى الجانب الصحي ،خاصة إذا قلنا أن قرابة 600 مدرسة لم تخضع للتعقيم بعد ،رغم أن الوقت ليس في صالح الجميع وهو ماأكدته الخرجات الميدانية التي باشرتها ذات اللجنة والتي اصطدمت في الكثير من الأحيان بمؤسسات موصدة ناهيك عن تأخر أشغال الترميم رغم أن الغلاف المالي المخصص للعملية يساوي 37 مليار سنتيم نقابة اونباف تؤكد أن البلديات عاجزة عن ضمان التغطية الصحية الكاملة لم يختلف الأمر بالنسبة للمكتب الولائي ل «اونباف» حينما أكد ممثلها انه من المستحيل أن تضمن البلديات التغطية الصحية في ظرف زمني قصير ،أمام العدد الكبير للهياكل والذي يصل إلى 583 مدرسة ،لاسيما أن البلديات ملزمة بتهيئة الهياكل استعدادا لاستحقاق الفاتح نوفمبر والتحضير للدخول المدرسي في ان واحد وهذا في غياب التخطيط والاستعداد التام لانجاح مهمتها .