يلتحق، اليوم، أزيد من 5 ملايين تلميذ من الطور الابتدائي موزعين عبر أزيد من 19 ألف مؤسسة تربوية عبر كامل التراب الوطني، بعد قرابة ثمانية أشهر من العطلة الاجبارية والتي فرضتها ظروف جائحة كورونا التي اجتاحت العالم واضطرت عديد الدول إعلان العام الدراسي سنة بيضاء، بسبب الارتفاع الرهيب لعدد الإصابات في الأوساط التربوية لعدم التقيد بالتدابير الصحية المفروضة من طرف الوصايا. ورغم كل الترتيبات والإجراءات والبروتوكولات التي اتخذتها وزارة التربية بالتنسيق مع لجنة الخبراء المكلفة بمتابعة تطور انتشار فيروس كورونا في الجزائر، استثناءً هذا الموسم، إلا أن عدم التقيد بالتدابير الصحية من طرف التلاميذ وأوليائهم من شأنه زعزعة الوضع والعودة إلى نقطة الصفر، ولعلّ أكبر دليل على ذلك، هو ما شاهدناه، أمس، أمام مختلف المؤسسات التربوية التي اتبعت هذه السنة النظام الجديد للتدريس والذي سيكون يوم بيوم، تحقيقا لمبدأ تقليص العدد والتباعد الجسماني، وما شاهدناه من تواجد مكثّف لأولياء التلاميذ من أجل معرفة أفواج أبنائهم دون التقيد بإجراءات التباعد الجسدي وكذا وضع الكمامات وهو ما سيزيد من ارتفاع عدد الإصابات. كما، أنه تم هذه السنة منع أولياء التلاميذ الدخول إلى المؤسسات التربوية بسبب الوباء، ولكن ما لا يمكن التحكم فيه هو التواجد الكبير لأولياء التلاميذ الذين يصطحبون أبنائهم، أمام البوابات الرئيسية للمؤسسات، وهو ما سيترتب عليه نتائج وخيمة على الصحة في زمن الوباء. وتحسبا للدخول المدرسي، الذي تم تأجيله بالنسبة للابتدائي لتاريخ اليوم بسبب انتشار كوفيد-19 وتوقف الدراسة منذ 12 مارس الماضي، أفرجت وزارة التربية بداية هذا الأسبوع على مخططات استثنائية لاستئناف الدراسة في المدارس الابتدائية «حضوريا» مع «ضرورة» المحافظة على صحة التلاميذ والمستخدمين وسلامتهم والعمل الدؤوب للطاقم التربوي على توعية ومرافقة التلاميذ وتحسيس الأولياء بأهمية تعاونهم في ذلك. وفي هذا الإطار، كشف، الشيخ باشري، ، المفتش البيداغوجي بالطور الإبتدائي، في تصريح للإذاعة الوطنية، أن الأقسام ستقسم إلى فوجين، بحيث لا يتجاوز عدد التلاميذ في الفوج الواحد 24 تلميذا، موضحا أن «الدراسة ستكون يوم بيوم في الدوام الواحد، وخلال خمسة أيام، بحيث يدرس الفوج الأول مثلا في الأسبوع الأول ثلاثة أيام ويستفيد من يومين راحة، وفي الأسبوع الثاني نعكس العملية، وعليه سيكون الحجم الساعي خمسة أيام لكل فوج بعد مرور أسبوعين». مراعاة التدابير بصرامة من جانب أخر، وحسب المفتش البيداغوجي الشيخ باشري، فإن عنصر التفويج إلى مجموعتين في المدارس المكتظة والتي تشتغل بنظام الدوامين يبقى قائما مع إختلاف في توقيت الدراسة ففي»نظام الداومين يتناوب القسم «أ» والقسم «ب» اللذين كان يدرسان في نفس الحجرة يومين، ويبقى التناوب بالأفواج، بحيث يدرس الفوج الأول من القسم الأول في الأسبوع الأولى خلال الفترة الصباحية، والفوج الثاني من القسم الثاني يدرس في الفترة المسائية، وفي الأسبوع الثاني نعكس العملية لضمان الحجم الساعي لكل التلاميذ خلال الأسبوعين». وخلال اجتماعه مع مديري التربية، ومن خلالهم مديري مؤسسات التربية والتعليم العمومية والخاصة، دعا وزير التربية الوطنية محمد واجعوط الى «الاحترام الصارم» للبروتوكول الوقائي الصحي الذي صادقت عليه اللجنة العلمية لوزارة الصحة والالتزام بتنفيذ كل ما جاء فيه من إجراءات وقائية في مختلف المحطات. وأكد الوزير على العمل على تطهير كل مرافق المؤسسة التعليمية وتهيئة فضاءاتها بما يضمن التباعد الجسدي وحركة التلاميذ في اتجاه يجنب الاحتكاك بين التلاميذ مع تهيئة قاعات الدراسة وتنظيم الطاولات وتوفير كل مستلزمات تطبيق إجراءات البروتوكول الصحي وتفعيل دور خلية اليقظة، داعيا، إلى التكفل بالجانب النفسي للتلاميذ من طرف مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني وضرورة توفير التأطير التربوي لكل مادة وعلى كل مستوى.